للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكنّ العبد مأمور بالسّعي في اكتساب الخيرات والاجتهاد في الأعمال الصالحات؛ وكلّ ميسّر لما خلق له. أمّا أهل السعادة فييسّرون لعمل أهل السعادة، وأمّا أهل الشّقاوة فييسّرون لعمل أهل الشقاوة، {فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧) وَأَمّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى} [الليل: ٥ - ١٠]. فالمبادرة المبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي من الشهر، فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر.

تولّى العمر في سهو … وفي لهو وفي خسر

فيا ضيعة ما أنفق … ت في الأيّام من عمري

وما لي في الّذي ضيّغ‍ … ت من عمري من عذر

فما أغفلنا عن وا … جبات الحمد والشكر

أما قد خصّنا الله … بشهر أيّما شهر

بشهر أنزل الرّحما … ن فيه أشرف الذّكر

وهل يشبهه شهر … وفيه ليلة القدر

فكم من خبر صحّ … بما فيها من الخير

روينا عن ثقات أنّ‍ … ها تطلب في الوتر

فطوبى لامرئ يطلب‍ … ها في هذه العشر

ففيها تنزل الأملا … ك بالأنوار والبرّ

وقد قال: سلام هـ‍ … ي حتّى مطلع الفجر

ألا فادّخروها إنّ‍ … ها من أنفس الذّخر

فكم من معتق فيها … من النّار ولا يدري

***

<<  <   >  >>