للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السّلاح ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك؛ فأنزل الله تعالى هذه السورة {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} الذي لبس فيها ذلك الرجل السّلاح في سبيل الله ألف شهر. وقال النّخعيّ: العمل فيها خير من العمل في ألف شهر.

وفي «الصحيحين» عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه» (١). وفي «المسند» عن عبادة بن الصّامت، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من قامها ابتغاءها، ثم وقعت له غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر» (٢). وفي «المسند» و «النسائي» عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال في شهر رمضان: «فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» (٣).

قال جويبر: قلت للضحّاك: أرأيت النفساء والحائض والمسافر والنّائم لهم في ليلة القدر نصيب؟ قال: نعم، كل من تقبّل الله عمله سيعطيه نصيبه من ليلة القدر.

إخواني، المعوّل على القبول لا على الاجتهاد، والاعتبار ببرّ القلوب لا بعمل الأبدان. ربّ قائم حظّه من قيامه السّهر؛ كم من قائم محروم، ومن نائم مرحوم؛ هذا نام وقلبه ذاكر، وهذا قام وقلبه فاجر.

إنّ المقادير إذا ساعدت … ألحقت النّائم بالقائم


(١) أخرجه: البخاري (٣/ ٥٩) (١٩٠١) (٢٠١٤)، ومسلم (٢/ ١٧٧) (٧٦٠).
(٢) أخرجه: أحمد (٥/ ٣١٨).
(٣) أخرجه: أحمد (٢/ ٢٣٠)، وابن ماجه (١٦٤٤)، والنسائي (٤/ ١٢٩). وهو منقطع، لكن له شواهد كثيرة يحسّن بها الحديث.

<<  <   >  >>