«واختلف في ليلة القدر والحكمة في نزول الملائكة في هذه الليلة، أن الملوك والسادات لا يحبون أن يدخل دارهم أحد حتى يزينون دارهم بالفرش والبسط ويزينوا عبيدهم بالثياب والأسلحة، فإذا كان ليلة القدر أمر الربّ تبارك وتعالى الملائكة بالنزول إلى الأرض؛ لأنّ العباد زيّنوا أنفسهم بالطاعات؛ بالصّوم والصّلاة في ليالي رمضان، ومساجدهم بالقناديل والمصابيح، فيقول الربّ تعالى: أنتم طعنتم في بني آدم وقلتم أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها [البقرة: ٣٠]، الآية، فقلت لكم: إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ [البقرة: ٣٠]، اذهبوا إليهم في هذه الليلة حتى تروهم قائمين ساجدين راكعين لتعلموا أنّي اخترتهم على علم على العالمين». (٢) «الموطأ» (ص ٢١٣)، وقال ابن عبد البر: «هذا أحد الأحاديث الأربعة التي لا توجد في غير الموطإ، لا مسندا ولا مرسلا، وليس منها حديث منكر ولا ما يدفعه أصل».