للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاستغفار طلب المغفرة. ودعاء الصّائم يستجاب في صيامه وعند فطره؛ ولهذا كان ابن عمر إذا أفطر يقول: اللهم، يا واسع المغفرة اغفر لي. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه المرفوع في فضل شهر رمضان: «ويغفر فيه إلاّ لمن أبى»، قالوا: يا أبا هريرة، ومن يأبى؟ قال: يأبى أن يستغفر الله». ومنها:

استغفار الملائكة للصّائمين حتى يفطروا، وقد تقدّم ذكره.

فلما كثرت أسباب المغفرة في رمضان كان الذي تفوته المغفرة فيه محروما غاية الحرمان.

في «صحيح ابن حبّان» عن أبي هريرة رضي الله عنه، «أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم صعد المنبر فقال: آمين، آمين، آمين. قيل: يا رسول الله، إنّك صعدت المنبر فقلت:

آمين آمين آمين؟ قال: إنّ جبريل أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين. ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرّهما، فمات، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت:

آمين. ومن ذكرت عنده فلم يصلّ عليك، فمات، فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين» (١). وخرّجه الإمام أحمد، والترمذي، وابن حبّان أيضا من وجه آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بلفظ: «رغم أنفه» (٢).

وحسّنه الترمذيّ. وقال سعيد عن قتادة: كان يقال: من لم يغفر له في رمضان فلن يغفر له فيما سواه. وفي حديث آخر: «إذا لم يغفر له في رمضان فمتى يغفر لمن لا يغفر له في هذا الشهر؟»

متى يقبل من ردّ في ليلة القدر؟ متى يصلح من لا يصلح في رمضان؟ متى يصح من كان به فيه من داء الجهالة والغفلة مرضان؟ كلّ ما لا يثمر من


(١) أخرجه: ابن حبان (٩٠٧).
(٢) أخرجه: أحمد (٢/ ٢٥٤)، والترمذي (٣٥٤٥)، وابن حبان (٩٠٨).

<<  <   >  >>