للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولولا التّقى ثمّ النّهى خشية الرّدى … لعاصيت في حبّ الصّبا كلّ زاجر

قضى ما قضى فيما مضى ثم لا يرى … له عودة أخرى اللّيالي الغوابر

في «سنن أبي داود» وغيره عن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال:

«لا يقولنّ أحدكم: صمت رمضان كلّه، ولا قمت رمضان كلّه». قال أبو بكرة: فلا أدري، أكره التّزكية أم لا بدّ من غفلة (١).

أين من كان إذا صام صان الصّيام، وإذا قام استقام في القيام؟ أحسنوا الإسلام ثم رحلوا بسلام، ما بقي إلاّ من إذا صام افتخر بصيامه وصال، وإذا قام أعجب بقيامه وقال: كم بين خليّ وشجيّ، وواجد وفاقد، وكاتم ومبدي.

وأمّا سؤال الجنّة والاستعاذة من النار؛ فمن أهم الدعاء، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم:

«حولهما ندندن» (٢)، فالصّائم يرجى استجابة دعائه، فينبغي ألاّ يدعو إلاّ بأهم الأمور. قال أبو مسلم: ما عرضت لي دعوة إلاّ صرفتها إلى الاستعاذة من النار، وقال: {لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ} [الحشر: ٢٠].

في الحديث: «تعرّضوا لنفحات رحمة ربّكم؛ فإنّ لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده» (٣)، فمن أصابته سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا، فمن أعظم نفحاته مصادفة ساعة إجابة يسأل فيها العبد الجنّة والنّجاة من النّار، فيجاب سؤاله، فيفوز بسعادة الأبد. قال الله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ} [آل عمران: ١٨٥]، وقال: {لا يَسْتَوِي أَصْحابُ}


(١) أخرجه: أبو داود (٢٤١٥)، والنسائي (٤/ ١٣٠)، وأحمد (٥/ ٤٠)، وابن حبان (٣٤٣٩). وإسناده ضعيف، وراجع: «الضعيفة» (٤٨١٩).
(٢) أخرجه: ابن خزيمة (٧٢٥) من حديث أبي هريرة.
(٣) أخرجه: البيهقي في «شعب الإيمان» (١١٢١)، وأشار إلى أنه ليس بمحفوظ.

<<  <   >  >>