ليس السّعيد الذي دنياه تسعده … إنّ السّعيد الّذي ينجو من النّار
عباد الله، إنّ شهر رمضان قد عزم على الرّحيل، ولم يبق منه إلاّ القليل.
فمن كان منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرّط فليختمه بالحسنى؛ فالعمل بالختام، فاستمتعوا منه فيما بقي من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملا صالحا يشهد لكم به عند الملك العلاّم، وودّعوه عند فراقه بأزكى تحيّة وسلام.
سلام من الرّحمن كلّ أوان … على خير شهر قد مضى وزمان
سلام على شهر الصّيام فإنّه … أمان من الرحمن أيّ أمان
لئن فنيت أيّامك الغرّ بغتة … فما الحزن من قلبي عليك بفان
لقد ذهبت أيّامه وما أطعتم، وكتبت عليكم فيه آثامه وما أضعتم، وكأنّكم بالمشمّرين فيه وقد وصلوا وانقطعتم، أترى ما هذا التوبيخ لكم أو ما سمعتم؟!
ما ضاع من أيّامنا هل يغرم … هيهات والأزمان كيف تقوّم
يوم بأرواح يباع ويشترى … وأخوه ليس يسام فيه درهم
قلوب المتّقين إلى هذا الشهر تحنّ، ومن ألم فراقه تئنّ.