من لي بمثل سيرك المذلّل … تمشي رويدا وتجي في الأوّل
يا سائرين إلى دار الأحباب قفوا للمنقطعين، تحمّلوا معكم رسائل المحصرين، خذوا نظرة منّي فلاقوا بها الحمى.
يا سائرين إلى الحبيب ترفّقوا … فالقلب بين رحالكم خلّفته
ما لي سوى قلبي وفيك أذبته … ما لي سوى دمعي وفيك سكبته
كان عمر بن عبد العزيز إذا رأى من يسافر إلى المدينة النبوية يقول له:
أقرئ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منّي السّلام. وروي أنّه كان يبرد عليه البريد من الشام.
هذه الخيف وهاتيك منى … فترفّق أيّها الحادي بنا
واحبس الرّكب علينا ساعة … نندب الرّبع ونبكي الدّمنا
فلذا الموقف أعددنا البكا … ولذا اليوم الدّموع تقتنى
أتراكم في النّقا والمنحنى … أهل سلع تذكرونا ذكرنا
انقطعنا ووصلتم فاعلموا … واشكروا المنعم يا أهل منى
قد خسرنا وربحتم فصلوا … بفضول الرّبح من قد غبنا
سار قلبي خلف أحمالكم … غير أنّ العذر عاق البدنا
ما قطعتم واديا إلاّ وقد … جئته أسعى بأقدام المنى
آه! وا شوقي إلى ذاك الحمى … شوق محروم وقد ذاق العنا
سلّموا عنّي على أربابه … أخبروهم أنّني حلف الضّنا
أنا مذ غبتم على تذكاركم … أترى عندكم ما عندنا
بيننا يوم أثيلات النّقا … كان عن غير تراض بيننا
زمنا كان وكنّا جيرة … فأعاد الله ذاك الزّمنا