للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها وتر» (١). وقد خرّجه الإمام أحمد والترمذي من حديث عمران بن حصين، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقول من قال: هي المخلوقات، منها شفع ومنها وتر، يدخل فيها أيام العشر. وقول من قال: الشّفع الخلق كلّه، والوتر الله، فإنّ أيام العشر من جملة المخلوقات.

ومن فضائله أيضا: أنّه من جملة الأربعين التي واعدها الله عزّ وجلّ لموسى عليه السّلام، قال الله تعالى: {وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: ١٤٢]، لكن هل عشر ذي الحجّة خاتمة الأربعين، فيكون هو العشر الذي أتمّ به الثلاثون، أم هو أوّل الأربعين، فيكون من جملة الثلاثين التي أتمّت بعشر؛ فيه اختلاف بين المفسرين.

روى عبد الرزّاق، عن معمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، قال:

«ما من عمل في أيّام السّنة أفضل منه في العشر من ذي الحجّة، وهي العشر التي أتمّها الله لموسى عليه السّلام» (٢).

ومن فضائله: أنّه خاتمة الأشهر المعلومات، أشهر الحجّ التي قال الله فيها:

{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ} [البقرة: ١٩٧]؛ وهي شوّال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجّة. وروي ذلك عن عمر، وابنه عبد الله، وعليّ، وابن مسعود، وابن عبّاس، وابن الزبير وغيرهم؛ وهو قول أكثر التابعين؛ ومذهب الشافعي وأحمد وأبي حنيفة وأبي يوسف وأبي ثور وغيرهم، لكن الشافعي وطائفة


(١) أخرجه: أحمد (٤٤٢، ٤٣٨، ٤/ ٤٣٧)، والترمذي (٣٣٤٢)، وقال: «غريب».
قلت: وفي إسناده رجل لم يسم.
وقد روي موقوفا على عمران بن حصين رضي الله عنه ورجح الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (٤١٥/ ٨) الوقف، وراجع «فتح الباري» (٨/ ٧٠٢).
(٢) أخرجه: عبد الرزاق في «مصنفه» (٨١١٩)، وهو مرسل.

<<  <   >  >>