للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال: أي رب، وأنا أشهد. فتحقيق كلمة التوحيد يوجب العتق من النار، فإنّها تعدل عتق الرّقاب، وعتق الرقاب يوجب العتق من النار.

كما ثبت في الصحيح أنّ من قالها مائة مرّة كانت له عدل عشر رقاب. وثبت أيضا أنّ من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل (١).

وفي «سنن أبي داود» وغيره عن أنس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من قال حين يصبح أو يمسي: اللهمّ إنّي أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت وأنّ محمدا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النّار، ومن قالها مرّتين أعتق الله نصفه من النّار، ومن قالها ثلاث مرات أعتق الله ثلاثة أرباعه من النّار، ومن قالها أربع مرار أعتقه الله من النار» (٢). ويروى من مراسيل الزّهري: «من قال في يوم عشرة آلاف مرّة لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعتقه الله من النار». كما أنه لو جاء بدية من قتله عشرة آلاف قبلت منه.

ومنها: أن يعتق رقبة إن أمكنه؛ فإنّ من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكلّ عضو منها عضوا منه من النار. كان حكيم بن حزام رضي الله عنه يقف بعرفة ومعه مائة بدنة مقلّدة، ومائة رقيق، فيعتق رقيقه، فيضجّ الناس بالبكاء والدّعاء، ويقولون: ربّنا، هذا عبدك قد أعتق عبيده، ونحن عبيدك فأعتقنا. وجرى للناس مرّة مع الرشيد نحو هذا. وكان أبو قلابة يعتق جارية في عيد الفطر يرجو أن يعتق بذلك من النار.


(١) أخرجه: البخاري (٨/ ١٠٧) (٦٤٠٤)، ومسلم (٢٦٩٣)، وأحمد (٥/ ٤١٨)، والترمذي (٣٥٥٣).
(٢) أخرجه: أبو داود (٥٠٦٩)، وإسناده ضعيف. وراجع: «الضعيفة» (١٠٤١).

<<  <   >  >>