ومنها: كثرة الدّعاء بالمغفرة، والعتق؛ فإنّه يرجى إجابة الدّعاء فيه. روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي، قال: ليس في الأرض يوم إلاّ لله فيه عتقاء من النّار، وليس يوم أكثر فيه عتقا للرقاب من يوم عرفة. فأكثر فيه أن تقول: اللهم أعتق رقبتي من النار، وأوسع لي من الرزق الحلال، واصرف عنّي فسقة الجنّ والإنس، فإنّه عامّة دعائي اليوم.
وليحذر من الذّنوب التي تمنع المغفرة فيه والعتق:
فمنها: الاختيال؛ روينا من حديث جابر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال:«ما يرى يوم أكثر عتيقا ولا عتيقة من يوم عرفة، لا يغفر الله فيه لمختال». وخرّجه البزار والطبراني وغيرهما. والمختال: هو المتعاظم في نفسه المتكبّر، قال الله تعالى:{وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ}[الحديد: ٢٣]. وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
«إنّ الله لا ينظر إلى من جرّ ثوبه خيلاء»(١).
ومنها: الإصرار على الكبائر، روى جعفر السراج بإسناده، عن يونس بن عبد الأعلى، أنّه حجّ سنة فرأى أمير الحاج في منامه أنّ الله قد غفر لأهل الموسم سوى رجل فسق بغلام، فأمر بالنداء بذلك في الموسم. وروى ابن أبي الدنيا وغيره أنّ رجلا رأى في منامه أنّ الله قد غفر لأهل الموقف كلّهم، إلاّ رجلا من أهل بلخ، فسأل عنه حتى وقع عليه، فسأله عن حاله، فذكر أنه كان مدمنا لشرب الخمر، فجاء ليلة وهو سكران، فعاتبته أمّه وهي تسجر تنّورا، فاحتملها فألقاها فيه حتى احترقت.
يا من يطمع في العتق من النار ثم يمنع نفسه الرحمة بالإصرار على كبائر الإثم والأوزار، تالله ما نصحت نفسك، ولا وقف في طريقك غيرك، توبق