للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا المال خضرة حلوة، فمن أصابه بحقّه بورك له فيه، وربّ متخوّض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلاّ النار» (١).

وفي «المسند» أيضا عن خولة بنت ثامر الأنصارية، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال:

«إنّ الدّنيا خضرة حلوة، وإنّ رجالا سيتخوّضون في مال الله بغير حقّ، لهم النّار يوم القيامة» (٢). وخرّج البخاري من قوله: «إنّ رجالا» (٣)، إلى آخره.

وفي «المسند» أيضا عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «إن هذه الدنيا خضرة حلوة، فمن آتيناه منها شيئا بطيب نفس أو طيب طعمة ولا إشراف، بورك له فيه، ومن آتيناه منها شيئا بغير طيب نفس منّا وغير طيب طعمة وإشراف منه لم يبارك له فيه» (٤). وفي المعنى أحاديث أخر.

وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «إن مما ينبت الربيع يقتل حبطا، أو يلمّ، إلاّ آكلة الخضر»، مثل آخر ضربه صلّى الله عليه وسلّم لزهرة الدّنيا وبهجة منظرها وطيب نعيمها وحلاوته في النفوس، فمثله كمثل نبات الربيع، وهو المرعى الخضر الذي ينبت في زمان الربيع؛ فإنّه يعجب الدّوابّ التي ترعى فيه وتستطيبه وتكثر من الأكل منه أكثر من قدر حاجتها؛ لاستحلائها له؛ فإمّا أن يقتلها فتهلك وتموت حبطا - والحبط: انتفاخ البطن من كثرة الأكل - أو يقارب قتلها، ويلمّ به، فتمرض منه مرضا مخوفا مقاربا للموت.


(١) أخرجه: أحمد (٣٧٨، ٦/ ٣٦٤)، والترمذي (٢٣٧٤)، وقال: «هذا حديث حسن صحيح».
(٢) أخرجه: أحمد (٦/ ٤١٠).
(٣) أخرجه: البخاري (٤/ ١٠٤).
(٤) «المسند (٦/ ٦٨)»، وروى بعضه البزار (٩٢٠ - كشف) وقال: «لا نعلم أسنده إلا شريك، ورواه غيره عن عروة مرسلا».
وراجع: «مجمع الزوائد» (١٠/ ٢٤٦، ٣/ ٩٩).

<<  <   >  >>