للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خرّج ابن ماجه من حديث جابر، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم خطب، فقال في خطبته:

«أيّها الناس، توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا» (١). فأمر بالمبادرة بالتوبة قبل الموت. وكلّ ساعة تمرّ على ابن آدم فإنّه يمكن أن تكون ساعة موته، بل كلّ نفس:

لا تأمن الموت في طرف ولا نفس … ولو تمنّعت بالحجّاب والحرس

قال لقمان لابنه: يا بني، لا تؤخّر التوبة؛ فإنّ الموت يأتي بغتة. وقال بعض الحكماء، لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخّر التوبة لطول الأمل.

إلى الله تب قبل انقضاء من العمر … أخيّ ولا تأمن مفاجأة الأمر

ولا تستصمّن عن دعائي فإنّما … دعوتك إشفاقا عليك من الوزر

فقد حذّرتك الحادثات نزولها … ونادتك إلاّ أنّ سمعك ذو وقر

تنوح وتبكي للأحبّة إن مضوا … ونفسك لا تبكي وأنت على الإثر

قال بعض السّلف: أصبحوا تائبين، وأمسوا تائبين. يشير إلى أنّ المؤمن لا ينبغي أن يصبح ويمسي إلاّ على توبة؛ فإنّه لا يدري متي يفجأه الموت صباحا أو مساء. فمن أصبح أو أمسى على غير توبة، فهو على خطر؛ لأنّه يخشى أن يلقى الله غير تائب، فيحشر في زمرة الظالمين، قال الله تعالى:

{وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ} [الحجرات: ١١].

تب من خطاياك وابك خشية … ما أثبت منها عليك في الكتب

أيّة حال تكون حال فتى … صار إلى ربّه ولم يتب


(١) أخرجه: ابن ماجه (١٠٨١)، وقال في «الزوائد»: «إسناده ضعيف».
وراجع: «الإرواء» (٥٩١)، و «التعليق الرغيب» (١/ ٢٦٠).

<<  <   >  >>