فهل لك أن تمحو الذّنوب بعبرة … وتبكي عليها حسرة وتندّما
وتستقبل العام الجديد بتوبة … لعلّك أن تمحو بها ما تقدّما
وقد سمّى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شهر المحرّم شهر الله. وإضافته إلى الله تدلّ على شرفه وفضله، فإنّه تعالى لا يضيف إليه إلا خواصّ مخلوقاته، كما نسب محمدا وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء إلى عبوديته، ونسب إليه بيته وناقته.
ولما كان هذا الشهر مختصّا بإضافته إلى الله، وكان الصّيام من بين الأعمال مضافا إلى الله؛ فإنّه من بين الأعمال، ناسب أن يختصّ هذا الشهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إليه، المختصّ به، وهو الصّيام.
وقد قيل في معنى إضافة هذا الشهر إلى الله عزّ وجلّ: إنه إشارة إلى أنّ تحريمه إلى الله عزّ وجلّ ليس لأحد تبديله، كما كانت الجاهلية يحلّونه ويحرّمون مكان صفر، فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرّمه، فليس لأحد من خلقه تبديل ذلك ولا تغييره.
شهر الحرام مبارك ميمون … والصّوم فيه مضاعف مسنون
وثواب صائمه لوجه إلهه … في الخلد عند مليكه مخزون
الصّيام سرّ بين العبد وبين ربّه، ولهذا يقول الله تعالى:«كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصّوم فإنّه لي وأنا أجزي به، إنّه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي»(١).
وفي الجنة باب يقال له «الرّيّان» لا يدخل منه إلاّ الصائمون، فإذا دخلوا