للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صام عاشوراء فكأنما صام السّنة، ومن تصدّق فيه كان كصدقة السّنة. أخرجه أبو موسى المديني.

وأمّا التوسعة فيه على العيال؛ فقال حرب: سألت أحمد عن الحديث الذي جاء: «من وسّع على أهله يوم عاشوراء» (١) فلم يره شيئا. وقال ابن منصور:

قلت لأحمد: هل سمعت في الحديث «من وسّع على أهله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر السّنة»؟ فقال: نعم. رواه سفيان بن عيينة، عن جعفر الأحمر، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، وكان من أفضل أهل زمانه، أنّه بلغه أنّه من وسّع على عياله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته. قال ابن عيينة: جرّبناه منذ خمسين سنة أو ستين سنة فما رأينا إلا خيرا.

وقول حرب: «إنّ أحمد لم يره شيئا» إنّما أراد به الحديث الذي يروى مرفوعا إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فإنّه لا يصحّ إسناده. وقد روي من وجوه متعددة لا يصحّ منها شيء. وممّن قال ذلك محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وقال العقيليّ: هو غير محفوظ. وقد روي عن عمر من قوله، وفي إسناده مجهول لا يعرف.

وأما اتخاذه مأتما؛ كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فيه، فهو من عمل من ضلّ سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنّه يحسن صنعا، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيّام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما، فكيف بمن دونهم.


(١) أخرجه: الطبراني في الأوسط (٩٣٠٢)، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٣/ ١٨٩): «رواه الطبراني في (الأوسط) وفيه محمد بن إسماعيل الجعفري، قال أبو حاتم: منكر الحديث».
والحديث ذكره ابن الجوزي في «الموضوعات» (١١٤٢).

<<  <   >  >>