للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا ربّ ذي خال وذي عن عمم ... قد ذاق كأس الحتف في الشّهر الأصم

وإنّما سمّي به لتركهم الحرب حتى لا يسمع فيه صلصلة حديد.

ويسمّى شعبان (وعلا) بكسر العين والجمع أوعال. قال الفرّاء: وبعضهم يقول وعلان. ويقال وعل أيضا، وهو الملجأ، يقال: مالي عنه وعل: أي ملجأ، ولم أجد إليه وعلا، أي سبيلا، وكأنّه سمّي الشهر به لأنّ الغارة كانت تكثر فيه فيلتجىء كلّ قوم إلى ما يتحصّن به. والتّوعّل التّوقّل ومنه اشتقّ الوعل والمستوعل من الحمير المحترز.

قال و (يسمّى رمضان) (ناتق) والجمع نواتق. قال:

وفي ناتق أجلت لدى حومة الوغا ... وولّت على الأدبار فرسان خثعما

وإنمّا سمّي بذلك لأنّه كان مكثرا لهم الأموال، يقال: نتقت المرأة: إذا كثرت الولد، والنّتق الجذب أيضا، كأنّه كان يجذب النّاس إلى غير ما هم عليه. قال الرّاعي:

وفي ناتق كان اصطلام سراتهم ... ليالي أفنى القرح جلّ إياد

نفوا إخوة ما مثلهم كان إخوة ... لحيّ ولم يستوحشوا لفساد

ويسمّى شوّال عاذلا، والجمع عواذل. قال تأبط شرا:

شعب الوصل عاذلي بعد حجري ... حبّذا عاذل أتى خير شهر

يا ابنة العامريّ جودي فقد عيل ... على القرب والنّوى منك صبري

وقال:

أبوتا الذي أنسى الشّهور لعزّه ... فعاذل فينا عدل وعلان فاعلم

هذا البيت شاهد لشعبان وشوّال جميعا. وقال زيد الخيل في وعل:

هيهات هيهات برّيات الكلل ... قد كان أدنى متوعد منك وعل

قد مرّ شهران ولم يأت الرّسل وكأنّه سمّي بذلك لأنّه كان يعذلهم على الإقامة، وقد حلّت الحرب والغارات.

ويسمّى ذو القعدة: هواعا، والجمع أهوعة، وإن شئت هواعات. قال شعرا:

وقومي لدى الهيجاء أكرم موقعا ... إذا كان يوما من هواع عصيب

وقيل له ذلك: لأنّه كان يهوع النّاس أي يخرجهم من أماكنهم إلى الحج. ويقال: هاع فلان يهوع هوعا إذا قاء، وتهوّع وما يخرج من حلقه هواعة.

<<  <   >  >>