أي فصل بين الثلاثين وبين الحول ضرورة، ويقال: في ضد الكميل حول ختت «١» أي ناقص. ويقال: فعلته أيّاما حسوما أي متتابعة، وقيل: تامة وهو من قولك: حسمت الشيء أي فصلته من غيره، وفي القرآن: سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً
[سورة الحاقّة، الآية: ٧] أي نحوسا والأوّل أصح. ويقال: أرمى فلان على الخميس وذرف وأربى وأوفى.
وحكى الفرّاء فيه ودى وهذا وإن كان أصله في الزّيادة في السّنين فقد استعمل في الزّيادة في غيرها وأنشد:
وأسمر خطيئّا كأنّ كعوبه ... نوى القسب قد أربى ذراعا على العشر
وقد ظلف على الخمسين وقد أكل عليها وشرب، وقد طلع على الخمسين وقد ولّاها ذنبا. قال: وسمعت الطّوسي يقول: قيل لبعض الأعراب: كم سنة أتت لك؟ فقال: ولّتني الأربعون ذنبها. وقيل لآخر مثل ذلك فقال: أنا في قرح الثّلاثين، أي في أوّلها وفي أوّل شهر منها، والأقراح أوائل الأشياء، واقترح فلان على كذا. وقال ابن الأعرابي في قول أوس:
على حين أن حد الذّكاء وأدركت ... قريحة كحسي من شريح مغمّم
جعل شباب شريح حين بدا كحسي الماء لا ينقطع ماؤه، ومغمم أي ملأ كلّ شيء، وغمّه غرقه. ويقال: سند في الخمسين، وارتقى فيها هذا عن بعضهم. وقال أبو صاعد:
ارتقى فيها فحسب.
وقال ابن الأعرابي: قلت لأبي الجماهر: ابن كم أنت؟ فقال: قد ولّتني الخمسون ذنبها. وقلت لآخر مثله فقال: حبوت إلى السّتين. وقال بعضهم: أخذت بعنق السّتين.
وقال آخر: راهمت الثّمانين. وهذا مأخوذ من الرّهام وهو العدد الكثير. ويقال: ساعة طبقة أي طويلة. وقال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول: منحت الأعقد الخمسة بالخاء المعجمة وبالحاء أيضا يعني خمسين سنة ومعنى منح قطع. (أبو يوسف) يقال للجارية التي قد استقمت عصر شبابها: معصر وهي كاعب أوّلا إذا كعب ثديها ثم يخرج فيكون ناهدا، ثم استوى نهودها فتكون معصرا. قال الرّاجز: