للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبهرة: الوسط من كل شيء. وبهرة الصّدر ما ضمّ الصّدر من الزّور وجمعها بهر. وقيل:

ابهيراره طلوع نجمه، وذهاب فحمته، حتى بهرت نجومه سواده. والشّفق بقية ضوء الشّمس وحمرتها من أوّل إلى قريب من العتمة، ويقال: فعلته عند غيبوبة الشّفق، وهما شفقان من أوّل اللّيل كما أنّ الفجر فجران من آخر الليل. والهبة السّاعة يبقى من السّحر ويقال: ثرنا بهبة من اللّيل. قال أبو نصر حكاية عن الأصمعيّ: الفجر أوّل ضوء تراه من الشّمس في آخر اللّيل كما أنّ الشّفق آخر ضوء منها في أوّل اللّيل. ويقال: فجر الصّبح يفجر أو فعلت هذا حين انفجر الصّبح وانفلق. وسطع سطوعا والسّاطع أسنى من الطّالع. يقال: أدلجنا عند الفلق والفرق، وعند الانفلاق، وفي القرآن: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

[سورة الفلق، الآية: ١] .

وقال قطرب: تميم تقول: فرق الصّبح، وغيرهم فلق الصّبح، والفلق أيضا الطّريق بين الجبلين، وناشئة اللّيل: ما ينشأ منه، ومن ذلك قولهم: غلام ناشئ ونشأت سحابة، وفي القرآن: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً

[سورة المزّمّل، الآية: ٦] أي أشد مكابرة، ومن قرأها وطاء أي مواطأة من قولك تواطأ القوم: إذا اجتمعوا على أمر كان أحدهم يطأ حيث يطأ صاحبه. والنّشيئة مثل النّاشئة، ويقال في الجارية: نشيئة أيضا أحوالها في النّشاء والنّشية أيضا حجر يكون على الحوض من قوله: هرقناه في بادي النّشية داثر. وعمود الصبح نفسه.

والصّديع الصّبح. قال: كأنّ بياض لبتّه صديع. وإيضاح الفجر وإيضاحه إضاءته واستنارته.

وأصله: الانشقاق ومنه: انضاحت العصا أي انشقّت، وأدلجنا ببلجة أي سرنا بسدف قبل طلوع الفجر، وتبلّج الصّبح وانبلج، وفي المثل تبلّج الصّبح لذي عينين، وجئتك عند البهر، أي حين بهر الصّبح ضوء القمر، ويقال: قمر باهر وأنشد:

وقد بهرت فما تخفى على أحد ... إلا على أحد لا يعرف القمرا

والأسفار أن يرى موقع النّبل، ويقال: أتيته في سفر الصّبح والفجر، وأتيته سحرية.

ويقال: وردت الماء بالغطاط أي: قبل طلوع الفجر. وفعلت كذا عجيس اللّيل وعجاساء اللّيل، وعحبس اللّيل أي آخر اللّيل. ومنه قيل: تعجس عن كذا أي تحبس وتأخّر. ويقال:

جئتك غلسا وجئتك جنح اللّيل، وقد جنح جنوحا. وجئتك عند تهوّر اللّيل وتوهّره. وذلك إذا مضى إلّا قليلا. والتّهور في اللّيل: كالمثل والتّشبيه. قال يعقوب: مضت قويهة من اللّيل، أي قطعة وهذا من قولهم: قوّه الصّيد إذا جاشه إلى مكان. ومضى سهواء من اللّيل:

أي بعدما مضى صدره، وأصله الانبساط والاتساع، ومنه السّهوة الصّفة. والسّاهية ما اتّسع واستطال من غير حمر برد العين. والرّوية الطّائفة من اللّيل. وقالوا: الصّريم أوّل اللّيل وآخره جميعا لأنّه من الأضداد. وقال بعضهم: إنمّا وقع عليهما لأنّه اسم لما يتصرّم من كلّ واحد منهما عن صاحبه قال:

<<  <   >  >>