للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلمّا انجلى عنها الصّريم وأبصرت ... هجانا تسامى اللّيل أبيض معلما

وقال آخر:

علام تقول عاذلتي بلوم ... يؤرّقني إذا انجاب الصّريم

والدّيسق: النّور والبياض ويقال: انشقّ الصّبح عن ريحانة الفجر أي نسيمه. ويقال:

صبح مكذب وهو عجز اللّيل أي آخره، وذلك إذا نهض بياض في عجز اللّيل ثم ينمحي ويندجي عجز اللّيل، ثم يمهل ساعة، ثم يظهر شميط الصّبح وهو بياض في سواد آخر اللّيل، وذلك الصّبح المسدف وقال أبو ذؤيب:

شغف الكلاب الضّاريات فؤاده ... فإذا ترى الصّبح المصدق يفزع

والخيط الأسود هو عجز اللّيل ثم يشق خيط اللّيل عن خيط النّهار، فيقال: هذا خيط الصّبح وفي القرآن: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ

[سورة البقرة، الآية: ١٨٧] ومن ذلك قول الرّاجز: (مرّت بأعلى سحرين تذأل) وأعلى سحرين هو قبل الصبح. أبو حاتم يقال: قد شقّ الصّبح- وصدع- وسطع- وانفلق- وتنفس- وجشا- وجشّ- وذلك إذا طلع ووضح، ويقال: شقّ حاجب الصّبح، وإذا طلع حاجبه وهو أوّله فذلك تباشير الصّبح، ويقال: أذن الصّبح ومناذي الصّبح وهما الصّبح بعينه. وبعضهم يقول: بل هو الطائر إذا نطق لا بان الصّبح والصّبح- والفجر- والصّريم واحد ويقال كشط اللّيل عنا غطاءه- ورفع اللّيل عنّا اكتنافه. والاهتجام من آخر اللّيل. وقال بعضهم: هي الهجمة. وقال بعضهم: الجهمة الجيم قبل الهاء، وذلك الاجتهام والجهمة والعسجة سواء وهما من السّحر. ويقال: أتيته بأغباش السّواد- والواحد غبش قبيل الصّبح- قال ذو الرّمة:

أغباش ليل تمام كأنّ طارقه ... تطخطخ الغيم حتّى ماله جوب

وقال ابن الأعرابي: علباء مضر تقول ولدته لتمام، فتفتح التاء وتميم تكسر، ويقال:

في كل لغة ليل التّمام بالكسر، وذكر الأصمعيّ أنّه لا يكسر التّاء إلا في الحمل واللّيل، وعقب اللّيل بقايا آخره ويقال: أتيته وقد بقيت علينا عقب من اللّيل- وأفراط اللّيل أوّل تباشيره، والواحد فرط، ومنه الفارط الذي سبق القوم إلى الماء فأمّا قول الهمداني:

إذا اللّيل دجى واستقلّت نجومه ... وصاح من الإفراط هام جواثم

فقد اختلفوا فيه فقال بعضهم: إفراط الصّبح: لأن الهام إذا أحس بالصّباح صرخ.

<<  <   >  >>