أقلع وانقشع فهو أشد لبرده.
حكى الأصمعيّ قال: قلت لأعرابي: ما أعددت للشّتاء؟ فقال: قرموصا دفئا وشملة مكوذة، وصيصية سلوكا (المكوذة) التي يبلغ الكاذنين- (والصّيصية) التي يقلع بها التّمر من الجلال (والقرموص) شبه بير يحفره فيأوي من البرد إليه. وأنشد:
جاء الشّتاء ولمّا اتّخذ ربضا ... يا ويح كفّي من حفر القراميص
(والرّبض) قيل: هو المرأة لأنّها تربض البعل أي تخدمه. وقيل: الرّبض القيّم. ومنه قيل: منك ربضك وإن كان سمارا: أي منك: قيّمك وإن كان قيّم سوء، وهذا كما قيل:
منك عيطك وإن كان أشيا. وقال ابن الأعرابي: الرّبض في هذا المثل: ما يقيم الإنسان من القوت ويربضه أي يكفيه. وقد قيل: منك محضك، ومنك ربضك وإن كان سمارا.
(والسمّار) الذي قد أكثر ماؤه، وهو نحو الضّياح وهذا يدلّك على معنى الرّبض في المثل وما سواه من التّفسير، فهو محمول على المعنى لا على اللّفظ، كما قيل: منك أنفك وإن كان أجدع، فيحمل تفسير الأنف على العشيرة والأنف في الحقيقة هو المشم الذي قد عرف.
وربض البطن أمعاؤه والرّبيض جماعة الغنم. قال الدّريدي: الرّبض القطعة العظيمة من الثّريد، فإذا قالوا: جاءنا بثريد كربضة أرنب كسروا الرّاء.
قال الزّهري: حجرت المطار العام، حجرت: امتنعت والمطار: جمع مطر مثل جمل وجمال. وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال: هو الحس- والبرد- والقر- والقرس- والصر- والعرقف- والهلبة- والكلبة- والعنبرة- والصّرة. هذا كله حدّة الشّتاء وكلبه- والزّمهرير- والأريز.
وقال الكلابي: العثية: الهلباء الباردة- (القرّة) ترميهم بالقطقط وهو القطر الصّغار من المطر- والثّلج- واليوم الأهلب: الشديد البرد- وغداة هلباء وقالوا: الشّهر الآخر من الشّتاء يسمّى الأهلب، ولا يسمّى غيره من شهوره أهلب، وذلك لشدّة صفق رياحه، مع قرّ وعواصف.
وحكى اللّحياني: هلبة الشّتاء وكلبه مثقلان وحكى أيضا يوم هلبة ويوم كلبة. وحكى قطرب مثل ذلك، ويقال: أرزت ليلتنا أريزا، وليلة آرزة، وأتت اللّيلة تأرزهم أشد الأرز.
وأنشد عن المفضل في شدة البرد بعد أن حكى المثل السّائر (أبرد من غب المطر) أي من غب يوم المطر شعرا:
طوينا يجمع والنّجوم كأنّها ... من القرّ في جوّ السّماء كواسف