وقال آخر: العابط الكرم للأضياف إن نزلوا في يوم صرّ من الصّراد. هرار الصّراد الجهام: وهو السّحاب الذي لا ماء فيه مع الشّمال- والجليد- والضّريب- والسّقيط- والجليب- والصّقيع- والسّقيع- والسّميخ- ما ينزل من السّماء ومن الثّلج وأنشد شعرا:
نعاء ابن ليلى للسّماخ وللنّدى ... وأيدي شمال باردات الأنامل
نعاء مثل دراك أي أنع وأنشد ثعلب شعرا:
ويوم بليل الحمار الصّديد ... محمّرة شمسه بارد
سقيت رغيبا وأطعمته ... فليس بحارّ ولا جامد
قال ابن الأعرابيّ: الفصيّة: ما بين الحر والبرد، وهو من فصيت الشيء إذا أنبتّه من غيره. وزعم أنّ قولهم أفصى برد عمى اشتقاقه من هذا.
و (ضبارة) الشّتاء صميمه، الرّاء مشدّدة، وقد يخفّف فيقال: ضبارة ذكر ذلك عن غير واحد من العلماء.
ويقال: من الكلبة: كلب البرد إذا اشتدّ كلبا وأنشد الفرّاء:
أنجمت قرة الشّتاء وكانت ... قد أقامت بكلبه وقطار
وقال العكلي: جئتك في صنبر الشّتاء وفي بركته، وقد استعمله بعضهم في الحر وحكى غداة صنبرة. وقال جرّان العود:
وألفين فوقي شرّ ثوب علمته ... من البرد في شهر الشّتاء الصّنابر
وقال طرفة: (وسديف حين هاج الصّنبر) «١» وقال أبو حنيفة: بلغني عن بعضهم أنّه حكي عن العرب في الصّبارة مثل ذلك يجعلونه في شدّة الحر أيضا.
والصّرصر: الرّيح الشّديدة الباردة وفي القرآن: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً
[سورة القمر، الآية: ١٩] وقيل: مذاكوء الصّر ازدحامها. وأنشدني حمزة بن الحسن قال:
أنشدني علي بن سليمان عن المبرّد:
فذاك نكس لأبيض حجره ... مخيرق العرض لئيم مطره