وقال ابن كناسة: أقلّ النّتاج بالبادية مع طلوع الهرارين، وهو نتاج سيىء الغذاء لشدّة البرد وقلة اللّبن والعشب.
وقال الغنويّ: إذا تصوّب المرزم وهو الذّراع قبل سقوطه أرسلت الفحول في النّعم فضربت خيار الإبل ومتعطّراتها، وهي التي تحسن للفحل بنقيها وحسن حالها، وهذا نحو قول أبي يحيى في طلوع الهرارين، لأنّ طلوعهما مع سقوط الدّبران.
وإذا سقط الدّبران: فالمرزم منصوب لأنّ بينه وبين الأفق نجمين، وهما الهقعة والهنعة، وقول السّاجع إذا طلع القلب: هرّ الشّتاء كالكلب- ولم تمكن الفحل إلّا ذات شرب- شاهد لما قالاه.
ألا ترى أنّه جعله وقتا لأوّل الضّراب فكذلك يكون وقتا لأوّل النّتاج وإذا كانت الأنثى مخصبة حسنة الحال أسرعت الضّبعة واحتملت الضّراب فيقدم الفحل في إلقاحها، وإذا كانت هزيلة لم تضبع ولم تمكن الفحل إلّا أخيرا والوقت الذي ذكره الغنوي من سقوط المرزم هو وقت يتحرّك فيه النّبت لذلك قيل: إذا طلعت البلدة- حممت الجعدة، وزعلت كل تلدة، وقيل للبرد: اهده. وزعل التلدة نشاطها يعني تلاد المال.
وقال الغنوي: فإذا سقطت النثرة استحق ضراب الإبل، وعفصت الفحول في النّعم، فإذا سقطت الجبهة أقمت الفحول النّعم. و (الإقمام) أن تلقح جميع النوق. فإذا سقطت الصّرفة: جفرت الفحول كلّها إلّا القليل إذا الفضل على الفحول في الهباب والقوّة، والهباب: شدّة الهيج.
قال ابن كناسة: وأفضل النّتاج الرّبعي ولا يزال ما نتج فيه قويّا حسن الحال إلى سقوط الصّرفة، وهي آخر نجوم الرّبيع، ثم ينتجون في أوّل الصّيف إلى سقوط الغفر وذلك صالح.
ويقال للذي ينتج بعد سقوط الغفر إلى أن يمضي الخريف يقال له: هبع، ويكون ضعيفا لذلك سمّي هبعا لأنّ الفصال الرّبعية أكبر منه وقد قويت فهو لا يلحقها إذا مشت لأنها أذرع منها فهبع في مشيه. والهبع والهبعان شبيه بالإرقال. وإذا نتجت الإبل تركت بواهل على أولادها إلى أن تبرك، فإذا بركت وأعتمت وذهبت فحمة العشاء حلبت، فتلك حلبة العتمة وتكون للحي.
ثم لا تزال بواهل على أولادها حتى يحضروا المياه، فإذا حضروا حلبت كلّ يوم عند الظّهر، ثم لا تزال بواهل، ثم لا تصر، ثم تعنق بين الصّلاتين الظّهر والعصر فترضعها، ثم تصر وذلك الفواق حتى تحلب تلك السّاعة من الغد وربما قالوا: ثلث بها وذلك أن تيصروا ثلاثة أخلاف ويدعوا للفصيل خلفا واحدا يرضعه وربما تركوها ترضع أمهاتها من أول