للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بغالا عقارى تغشّينه ... وكلّ تحمل منه فزالا

جعلها (عقارى) : لأنّها لا تلد، و (ريعانه) : أوّله، (تهدج) : تتحرك يعني أنّ الآل يتحرّك فكأنّ (بغالا) على كل شرف توجف. ولأبي ذؤيب:

يستنّ في عرص الصّحراء فائزه ... كأنّه سبط الأهداب مملوج

وأنشد:

ونسجت لوامع الحرور ... سبائيا كسرق الحرير

فالمراد به السّراب يستدل من هذا البيت على أنّ السّرق يقع على الحرير الأبيض دون غيره. قال ذو الرّمة:

إذا تنازع جالا مجهل قذف ... أطراف مطّرد بالحرّ منسوج

تلوى الشّنايا بأحقيها حواشيه ... لي الملأ بأطراف التّفاريج

جعل أطراف السّراب المنسوج بالحرّ يتنازعها جانبا المفازة، وقد بالغ في الإبانة والتّصوير. وهذا كما قال الرّاعي:

وإذا ترقّصت المفازة غادرت ... زبدا يبغّل خلفها تبغيلا

ويعني بالزّبد حادي الإبل، وما أوردناه في السّراب ووجوه تشبيه كاف في هذا الموضع.

فأمّا البرق: فإنّ الأصمعيّ قال: أحسن ما قيل في وصف البرق والغيث قول عدي بن الرّفاع:

فقمت أخبره بالغيب لم يره ... والبرق إذانا محزون له أرق

قال أبو نصر: كذا رويناه عن الأصمعي، وهذا مما يعد من تصحيفه. ورواه أبو عمر والشيباني وابن الأعرابي وأبو عبيدة. والبرق إذانا محزوله أرق: أي مشترف مراقب.

وتصحيح رواية الأصمعي:

لا كلفته فيه وبعده مرن ... يسبح في ريح شآمية

مكلل بعمأ ألماه منتطق

معنى (يسبح) : يعرض وروى يسبح أي الرّعد. وقال:

ألقى على ذات أحقاد كلاكله ... وشتّ نيرانه وانجاب يأتلق

نارا يعاود منها العود حدّته ... والنّار تسفع عيدانا فتحترق

<<  <   >  >>