للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبات تجتلب الجوزاء درتها ... بنوئها حين هاجت مربع نعق

يبكي ليدرك محلا كان ضيّعه ... يريق منبسط منه ومندفق

جون المسارب رقراق تظلّ به ... شم المخارم والأثناء تصطفق

يكاد يطلع ظلما ثم يغلبه ... عز الشّواهق والوادي به شرق

ويقال في البرق: يشرى- ويومض- ويعن- ويعترض- ويوبض- ويستطير- ويستطيل- ويلمع- ويتبوج- ويخطف- ويخفو- ويبرق- ويتألّق- ويتلألأ- ويستشري- وينيض- ويخرق- ويسلسل- ويشتن- ويبتسم- ويضحك- ويبعق- وينشق- ويرتعص- ويقري- ويهص- ويثقب- ويلوّح- ويتهلّل- ويتكلّل. ومما يستحسن في وصف البرق وخفائه، والرّعد في حدائه، والثّلج ولألائه- قول بعضهم:

ينبض نبض العرق في استخفاء ... كأنّه في البعد والخفاء

شرارة تطرف من قصباء ... أو طرف طيرهم باقتداء

حتى إذا امتدّت على السّواء ... ورجفت بزجل الحداء

وقعقعت بالرّعد ذي الضّوضاء ... كأنّ بين الأرض والسّماء

رجل جراد ثار في عماء ... أو سرعانا من دبا غوغاء

وكرسفا ينذف في الهواء ... تطيره الرّيح على قواء

أو حلبا ينطف من أطباء ... أو رغوة تنفش من غرلاء

أو كتفي الفضّة البيضاء ... أو كانتثار الدّر ذي اللّألاء

أو كانتظام الودع في الإخفاء ... فأشمطت الأرض على فتاء

واستوفت الآكام بالصّواء

وقال آخر:

وأرض أنست بأهوائها ... وغيث سريت له إذ سرى

وشمت بوارق أقطاره ... فبرق يلوح وبرق خبا

وبات يعجّ عجيج القطا ... وباتت بجوالقها تمترى

وقد هدأ الصّوت من غيره ... ودارك بين البكا والفنا

وقلت له حين أبصرته ... يراوح بين الخسا والزّكا:

أأنت القطار أم أنت البحا ... ر أم أنت قاسم المرتجى؟

فأنبت ما لم يكن نابتا ... وقلع من نبته ما عفا

ولم تلبث الأرض أن صرّحت ... عن النور واخصر أعلى الضّفا

وصار على الأرض من وبله ... قناع السّيول وإزر الربى

<<  <   >  >>