للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شعر:

تأزّرت الأرض ثم ارتدت ... من النّور حليا كساها الحيا

وصار سواء إذا جبتها ... مفاوز بربّها والقرى

قال العتابي:

أرقت للبرق يخبو ثمّ يأتلق ... يخفيه طورا ويبديه لنا الأفق

كأنّها غرّة شهباء لامحة ... في وجه دهماء ما في جلدها يلق

أو ثغر زنجية تغترّ ضاحكة ... تبدو مشافرها طورا وتنطبق

أو غرّة الصّبح عند الفجر حين بدت ... أو في المساء إذا ما استعرض الشّفق

له بدائع حمر اللّون هائلة ... فيها سلائل بيض مالها حلق

والغيم كالثّوب في الآفاق منتشر ... من فوقه طبق من تحته طبق

تظنّه مصمتا لا فتق فيه فإن ... سالت عزاليه قلت الثّوب منفتق

إن قعقع الرّعد فيه قلت ينخرق ... أو لألأ البرق فيه قلت تحترق

تستكّ من رعده أذن السّميع كما ... يغشي إذا نظرت في برقه الحدق

فالرّعد صهصلق والرّيح مختزق ... والبرق موتلق والماء منبعق

غيث أواخره تحدو أوائله ... أرب بالأرض حتى ماله لثق

قد حاك فوق الرّبى نورا له أرج ... كأنّه الوشي والدّيباج والسّرق

فطار في الأنف ريح طيب عبق ... ونار في الطّرف لون مشرق أنق

من خضرة نبتها حمراء قانية ... أو أصفر فاقع أو أبيض يقق

ولبعض بني مازنة:

إذا الله لم يسق إلّا الكرام ... فاسق ديار بني حنبل

ملثا مرباله هيدب ... صخور الرّواعد والأزمل

تكركره حصحصات الجنو ... ب وتفزغه هزة الشّمال

كأنّ الرّباب دوين السّحاب ... نعام تعلق بالأرجل

كأنّ الركية من فيضه ... إذا ما بدا فلكة المغزل

قال علي بن الجهم في السّحاب شعرا:

وسارية ترتاد أرضا تجودها ... شغلت بها عينا قليلا هجودها

أتتنا بها ريح الصّبا وكأنّها ... فتاة ترجيها عجوزا تقودها

تميس بها ميسا فلا هي إن دنت ... نهتها ولا إن أسرعت تستعيدها

<<  <   >  >>