وحبّب أوطان الرّجال إليهم ... مآرب قضّاها الشّباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكّرتهم ... عهود الصّبا فيها فحنّوا لذالكا
اعتل رجل في غربته فتذكّر أهله فقال:
لو أنّ سلمى أبصرت تحدّدي ... ودقة في عظم ساقي ويدي
وبعد أهلي وجفاء عودي ... عضّت من الوجد بأطراف اليد
قال أبو عنية:
ألا خبّروا إن كان عندكم خبر ... أتقفل أم نثوي على الهمّ والضّجر
شعر:
نفى النّوم عن عيني تعوّض رحلة ... لها الهمّ واستولى بها بعدها السّخر
فإن أشك من ليلى ليلى طوله ... فقد كنت أشكو منه بالبصرة القصر
فيا حبّذا بطن الحزير وظهره ... ويا حسن واديه إذا ماؤه ذخر
ويا حسن تلك الباسقات إذا غدت ... مع الماء تجري مصعدات ومحدر
ويا حبّذا نهر الأبلة منظرا ... إذا مدّ في إبانه النّهر أو جزر
وفتيان صدق همّهم طلب العلى ... وسيماهم التّحجيل في المجد والغرر
لعمري لقد فارقتهم غير طائع ... ولا طيب نفسا بذاك ولا مقر
وقائلة ماذا نآي بك عنهم ... فقلت لها لا علم لي فسلي القدر
فيا سفرا أووى بلهوي وأنثي ... ونغّصني عيشي عدمتك من سفر
وقال آخر:
أعلى اليأس أنت أم أنت راج ... كلّ همّ مصيره لانفراج
ما تغنّى القمريّ إلا شجاني ... وغناء القمريّ للقلب شاج
فلنوح الحمام يهتاج قلبي ... يا لقوم لقلبي المهتاج
وخليل سرى إليّ ودوني ... سير شهرين للبغال النّواج
عامدا ما تراه يقظان عيني ... وهو في النّوم لي ضجيع مناج
جعلت نفسه لنفسي على البعد ... مزاجا أحبب به من مزاج
كم بجرجان ليت شعري مقامي ... ومتى من غمومها أنا ناج
إنّ أشهى إلي منها مقام ... بين دار المنجاب والحجاج
في فتومن كل أيلج يكفي ... وجهه في الظّلام فقد السراج
ربّ فاحفظهم وردّ إليهم ... غرابتي يا مؤلف الأزواج