للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكى من عتاب توالت به ... قواف يردّدها المنشد

فكيف إذا ما استحرّ الهجاء ... إذا لا يقوم ولا يقعد

قال محمد بن عبد الله بن ظاهر:

يا جبل السّماق سقيا لكا ... ما فعل الظّبي الذي حلكا

فارقت أوطانك لأنّه ... فارقك الخلّ ولا ملكا

فأيّ أوطانك أبكي دما ... ماءك أو طينك أو ظلّكا

أو نفحات منك تأتي إذا ... دمع الندى تحت الدّجى بلّكا

حدّث الزّيدي قال: أخبرنا الزّبير بن بكار قال: كانت ظبية تحت محمد بن أبي بكر بن مسور وكانت ذات مال ولا مال له، فخرج يطلب الرّزق فلمّا كان في موضع يقال له:

بلكثة، انصرف راجعا فدخل إليها فقالت: الخير رجعت فقال شعرا:

بينما نحن بالبلاكث فالقا ... ع سراعا والعيس تهوي هوّيا

خطرت خطرة على القلب من ذكرا ... ك وهنا فما استطعت مضيّا

ولو أنّ ما أهدين لي كان شربة ... ببطن اللّوى من وطب راع شفانيا

وأنشد أبو بكر بن دريد قال: أنشدني أبو عمر أنّ الكلابي لرجل من قومه قال شعرا:

يحنّ إلى الرّمل اليماني صبابة ... وهذا لعمري لو رضيت كثيب

فأين الأراك الدّوح والسّدر والغضا ... ومستنجز عما يحبّ قريب

هناك تغنّينا الحمام ويجتني ... جنا اللهو يحلو لي لنا ويطيب

قال أعرابي:

أيا أثلاث القاع من بين توضح ... حنيني إلى أظلالكنّ طويل

ويا أثلاث القاع قد ملّ صاحبي ... ثوائي فهل في ظلّكن مقيل

ويا أثلاث القاع ظاهر ما بدا ... على ما بقلبي شاهد ودليل

ويا أثلاث القاع قلبي موكّل ... يكنّ وجدوى خير كنّ قليل

ألا هل إلى شمّ الخزامى ونظرة ... إلى قرقري حتى الممات سبيل

قال أعرابي:

ألا حبّذا والله لو تعلمانه ... ظلالكما يا أيّها الطّللان

وماء كما العذب الذي لو شربته ... وبي صالب الحمّى إذا لشفاني

<<  <   >  >>