ويقال: سهيل أشفق الكواكب على الغرباء وأبناء السبيل، وبين رؤية سهيل بالحجاز وبين رؤيته بالعراق بضع عشرة ليلة، وقالت الهند: إذا نظر ناظر إلى سهيل عند نهيق الحمار وبه صداع عوفي. من خرافات العرب: أنّ سهيلا طلع بأرض العراق وقابل الزّهرة، فضحكت إليه وقالت: ألست الذي يقال فيك إنّك كنت عشارا فمسخك الله شهابا، عقوبة لك؟ فأجابها وقال: ليس كلّ ما يقوله النّاس حقا، فقد قالوا فيك: إنّك كنت امرأة فاجرة فمسخك الله كوكبا مضيئا يحكم في خلقه.
فأمّا معرفة الشّرقيّ من الكواكب والغربي فيجب أن تعلم أنّ الكواكب إذا كانت خلف الشّمس بخمس عشرة درجة فهي شرقية في ذاتها إلى ما تباعدت. وإذا كانت قدّام الشّمس بخمس عشرة درجة فهي غربيّة في ذاتها إلى ما تباعدت. والكوكب الشّمالي إذا جاز رأس جو زهرة إلى أن يبلغ ذنبه، والجنوبي إذا جاز ذنب جو زهرة إلى أن يبلغ إلى رأسه.
وأمّا معنى اقتران الكوكبين فهو مسامتة أحدهما الآخر، لأنّ أحدهما أعلى من صاحبه، وفلكه خلاف فلك الآخر، فيسامت أحدهما صاحبه فيحاذيان موضعا واحدا من ذلك البرج، ويتحرّكان على سمت واحد، فيراهما النّاظر مقترنين لبعدهما من الأرض، وبين أحدهما وصاحبه في العلو بعد كثير فبهذه العلّة صار اقتران الكوكبين، وهذا كما يقال:
البروج المتصادفة إذا اتفقت في جميع الجهات، كالبروج النّارية مثل الحمل- والأسد- والقوس- والجوزاء- والميزان- والدّلو. والبروج المتعادية: وهي المتضادة في كل وجه كالحمل- والسّرطان- لأنّ أحدهما ناري والآخر مائي. ومن هذا النوع قولهم: البروج الجامعة إذا دلّت على صلاح الحال. والبروج المبدّدة إذا دلّت على التّبديد والبروج