للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعطية: تدل على اليسار والإحسان. والبروج الآخذة تدل على خلافه ومما يبيّن ما ذكرناه في سهيل قوله:

إذا ما نجوم اللّيل آضت كأنّها ... هجأين يطلعن الفلاة صوادر

شآمية إلّا سهيلا كأنّه ... فنيق غدا عن شوله وهو جافر

ألا ترى أنّه جعل يمانيا إذ كان مداره في شق اليمن. وجعل الثّريا شآمية إذ كان مدارها في شق الشّمال. وقال آخر في سهيل:

فمنهنّ إدلاجي إلى كلّ كوكب ... له من عماني النّجوم نظير

فجعله عمانيا إذ كان مجراه في ذلك الشّق، كما جعل الأول يمانيا وفي معنى قوله:

فنيق غدا عن شوله وهو جافر. يقول الآخر شعرا:

وقد لاح للسّاري سهيل كأنّه ... قريع هجان يتبع الشّول جافر

شبّه في انفراده بفحل انقطع عن الضّراب فتنحّى عن الإبل وتركها. وقال آخر:

إذا سهيل لاح كالوقود ... فردا كشاة البقر المطرود

فهذا يريد وبيصه وشعاعه وانفراده كما قال غيره يريد التّهيّج، قال شعرا:

حتى إذا لاح سهيل بسحر ... كعشوة القابس ترمي بالشّرو

وقال آخر يصف ثور وحش:

فبات عذوبا للسّماء كأنّه ... سهيل إذا ما أفردته الكواكب

العذوب: القائم الذي لا يطعم. وقال آخر في انفراده:

من يك ذا مال يكاشر لماله ... وإن كان أنأى من سهيل الكواكب

يعارض عن مجرى النّجوم وينتحي ... ويسري إذا يسرين غير مصاحب

وقال آخر يصف رفقاء تجمّعوا:

وفتية غيد من التّسهيد ... نبتهم من مهجع مورود

والنّجم بين الغمّ والتّعريد ... إذا سهيل لاح كالوقود

فردا كشاه البقر المطرود ... ولاحت الجوزاء كالعنقود

كأنّها من نظر ممدود ... بالأفق انظامان من فريد

الإنظام: القلائد ينظم فيها، والفريد: الشّذر، وإذا نظرت إلى الجوزاء وهو على الأفق

<<  <   >  >>