للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد توافقوا كلّهم على هذا إلا أبا وجزة، فإنّه ذكر نصف الشّهر فقال:

في ليلة لتمام النّصف من رجب ... خوارة المزن في أقتارها طول

وليس يحمدون المحاق إلّا في المطر وحده، وقال جران العود، وذكر امرأة تزوّجها فلم يستوفقها: قال شعرا:

أتوني بها قبل المحاق بليلة ... وكان محاقا كلّه ذلك الشّهر

وحكى المفضّل أنّ زبّان بن سيار خرج غازيا ومعه النّابغة فرأى جرادا، فقال النّابغة:

جرادة تجرد ذات ألوان. فانصرف متطيّرا، ومضى زبّان فغنم وسلم فلما قفل قال شعرا يخاطب به النّابغة من ذلك قوله شعرا:

شعر:

تعلّم أنّه لا طير إلّا ... على متطيّر وهو الثّبور

بلى شيء يوافق بعض شيء ... يفاجئنا وباطله كثير

ومن يبرح به لا بدّ يوما ... يجيئ به نعيّ أو بشير

وقال الكميت:

اللّورق الهواتف أم لباك ... عمّ عمّا يزنّ به غفول

الباكي: الغراب يقول: يزن بأنه ينعب بالفراق وهو غافل عن ذلك. وقال الكميت لجذام في انتقالهم إلى اليمن شعرا:

وكان اسمكم لو يزجر الطير عائف ... لبينكم طيرا منبئة الفأل

أي اسمكم جذام، والزّجر فيه الانجذام، وهو الانقطاع. وقال أيضا يمدح زيادا:

واسم امرئ طيره لا الظبي معترضا ... ولا النّعيق من الشّحاجة النعب

فقال اسمه زياد، فالزّجر فيه الزّيادة والشّحاجة الغربان.

وقال آخر:

دعا صرد يوما على ظهر شوحط ... وصاح بذات البين منها غرابها

فقلت: أتصريد وشحط وغربة ... فهذا لعمري نأيها واغترابها

وقال في مخالفته آخر:

وقالوا: قاب قلت: عقبى من النّوى ... دنت بعد هجر منهم ونزوح

<<  <   >  >>