للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التوجيه والإرشاد والدين:

من أهم طرق الإرشاد النفسي: الإرشاد النفسي الديني الذي يدخل الدين في ديناميات عملية الإرشاد، لأن التدين والعقيدة الدينية السليمة تعتبر أساسا متينا للسلوك السوي والتوافق والصحة النفسية، وقد أجمع المرشدون على اختلاف أديانهم سواء كانوا مسلمين أو يهودا أو مسيحيين على أن الإرشاد الديني طريقة تقوم على أسس ومفاهيم ومبادئ وأساليب دينية روحية أخلاقية.

ولا بد أن يحيط المرشد النفسي علما بمفاهيم دينية أساسية مثل: طبيعة الإنسان كما حددها الله، وأساليب الاضطراب النفسي في رأي الدين مثل الذنوب والضلال والصراع وضعف الضمير، وأعراض الاضطراب النفسي في رأي الدين مثل الانحراف والشعور بالإثم والخوف والقلق والاكتئاب، والوقاية الدينية من الاضطراب النفسي مثل الإيمان والسلوك الديني والسلوك الأخلاقي، وخطوات الإرشاد الديني مثل الاعتراف والتوبة والاستبصار والتعلم والدعاء وابتغاء رحمة الله والاستغفار وذكر الله والصبر والتوكل على الله. "حامد زهران ١٩٧٥".

وهناك اعتبارات دينية يجب عمل حسابها في الإرشاد النفسي. فهناك "رقابة" الدين حيث يجب أن تستعرض كل النظريات والطرق المستوردة من الخارج بحيث تجاز كما هي إذا كانت خالية من الضرر أو التعارض، أو تعدل إذا كان بها بعض الاختلافات، أو تمنع إذا كانت من الممنوعات.

ويلاحظ أن بعض العملاء قد يسألون أسئلة تتصل بالدين والعقيدة ويتناولون مشكلات تتصل بالدين. ومن أخلاقيات الإرشاد النفسي أن على المرشد احترام دين العميل مهما اختلف عن دينه، وأنه لا يحق للمرشد التدخل في معتقدات العميل الدينية، وهو مسئول عن أي تدخل من جانبه لتغييرها.

إن الإرشاد النفسي يحتاج إلى المرشد الذي يعرف الله ويخشاه ويراقبه في عمله.

التوجيه والإرشاد والقانون:

كثير من حالات الإرشاد النفسي قد تكون متعلقة بمشكلات قانونية، وبعض الحالات قد تكون من بين المحكوم عليهم قضائيا. وهناك بعض المسئوليات القانونية على المرشد نحو العميل مثل تلك التي على المعلم نحو تلاميذه، وهذه المسئوليات القانونية يجب مراعتها في ممارسة الإرشاد النفسي.

<<  <   >  >>