للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النظر ويزداد التفاهم والفهم حيث يعمل الطرفان معا في تعاون، يقدم كل طرف خدماته في حدود تخصصه ويحيل ما ليس من اختصاصه إلى زميله، وهذا يتطلب من المرشد النفسي معرفة الحدود الفاصلة التي عندها يحيل الحالة إلى زميله الطبيب.

التوجيه والإرشاد وعلم الإنسان:

نحن نعلم أن علم الإنسان "أنثروبولوجي" يدرس العناصر الحيوية والعناصر الاجتماعية والثقافية للإنسان، والثقافة هي مجموع السلوك البشري، وبعناصره اللغوية، وغير اللغوية وبمنتجاتها المادية، وغير المادية. وإلى جانب هذا يهتم علم الإنسان بدراسة أنماط الثقافة في الأجزاء المختلفة في العالم مثل الجماعة البدائية، فيدرس ثقافتها وعاداتها وتقاليدها ليفسر الفروق بين الثقافات المختلفة.

ويشترك الإرشاد النفسي في علم الإنسان في الاهتمام بدراسة شخصية الفرد والمجال البيئي والاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه. نحن نعلم أن هناك فروقا بين الثقافات والحضارات لا بد أن يحيط بها المرشد النفسي.

التوجيه والإرشاد وعلم الاقتصاد:

من أهم مجالات الإرشاد النفسي: الإرشد المهني حيث يهتم المرشد بمساعدة العميل في عالم المهنة والاقتصاد تعريفا واختيارا وإعدادا ودخولا وتوافقا. ومن ثم فهو يهتم بدراسة فرص العمل والتغيرات التي تطرأ على المهن مع التقدم والنمو العلمي والتكنولوجي الحديث في عالم الاقتصاد والعمل.

ومن الناحية الاقتصادية البحتة فإن الإرشاد النفسي يرتبط بالاقتصاد كضرورة ملحة حتى لا تحدث خسارة قومية في القوى البشرية التي تستمر أثناء عملية التربية والتعليم، وحتى يعمل حساب ما سيحدث في المستقبل من أن الفرد الواحد سيعمل في عدة منهن مختلفة، وربما يعمل الأفراد في مهن جديدة غير تلك التي أعدوا لها نظرا لسرعة التطور التكنولوجي والتغير الاجتماعي.

وتلعب النواحي الاقتصادية دورا هاما ومؤثرا في عملية وخدمات الإرشاد النفسي. ومن ذلك تأثير تقديم الخدمات والإرشاد مجانا على حساب الدولة مثلا أو كخدمات خاصة يدفع تكاليفها العملاء. ومنها أيضا أن المستوى الاجتماعي الاقتصادي للفرد أمر يؤثر في أسلوب حياته وقد يؤثر في إقباله على خدمات الإرشاد النفسي أو عدم استطاعته الحصول عليها أحيانا، ومنها كذلك أن برنامج التوجيه والإرشاد نفسه فيه جانب اقتصادي كما أن فيه جانبا إدرايا وجانبا علميا ... إلخ، وهذا يحتم الإحاطة بكثير من المفاهيم الاقتصادية.

<<  <   >  >>