للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينظر إدوارد شوبين Shoben؛ "١٩٦٢" إلى الإرشاد كعملية "إصلاح اجتماعي" يتطلب قيادة اجتماعية ابتكارية من جانب المرشد الذي يعمل على دمج الأفراد في خبرة الحياة الواقعية.

ويشترك الإرشاد النفسي والخدمة الاجتماعية في أن كلا منهما خدمة ميدانية في مجال المشكلات الإنسانية، ويستعير الإرشاد النفسي من ميدان الخدمة الاجتماعية أساليب هامة مثل دراسة الحالة والمقابلة.

ويشترك المرشد النفسي والأخصائي الاجتماعي في تقديم الخدمات التي تتناول البيئة الاجتماعية بالتعديل حتى يسهل حل المشكلات، ويشتركان معا في الاهتمام بمشكلات الأسرة والدراسة والعمل. ويتعاون المرشد النفسي مع الأخصائي الاجتماعي في خدمة كل من الفرد والأسرة والمجتمع في آن واحد، حتى لنجد أن هذين الأخصائيين هما أقرب أعضاء فريق الإرشاد النفسي إلى بعضهما من حيث الاهتمامات والخدمات.

التوجيه والإرشاد وعلم الطب:

يتضمن الإرشاد النفسي عملية علاجية. ويرتبط العلاج عند الناس بالطب. والإرشاد النفسي مليء بالمصطلحات المشبعة بالمعنى الطبي مثل التشخيص والمآل والعلاج، وليس في هذا إزعاج لمن قد يظنون أن الطب أصبح يمارسه غير الأطباء. وهذه المصطلحات مشتركة بين الإرشاد والعلاج النفسي والطب وخاصة الطب النفسي.

وهناك قدر كبير من المعلومات من علم الطب لا بد أن يحيط بها المرشد والمعالج النفسي بحيث تعينه في الدراسة وتمكنه من العمل مع فريق ضمن أعضائه الطبيب، ونحن نعلم أن هناك أرضية مشتركة بين علم النفس والطب في مجال الطب النفسي والأمراض النفسية الجسمية. ومعروف أن الانفعالات والضغوط النفسية لها رد فعل جسمي وفسيولوجي له أعراض وأمراض معروفة.

ويحدد الدستور الأخلاقي للمرشدين والمعالجين النفسيين حدود العلاقة بين الأخصائيين ومنهم المرشد والطبيب كعضوين في فريق الإرشاد النفسي حيث يجب على المرشد أو المعالج النفسي أن يمارسه عمله في التشخيص والإرشاد والعلاج النفسي، وإذا ظهر ما يستدعي استشارة طبية أو إخالة إلى طبيب نفسي فعليه أن يفعل ذلك. وصحيح أن المرشدين والمعالجين النفسيين يعتبرون -بالنسبة للأطباء- فريقا جديدا نسبيا من الأخصائيين، ويحاول الأطباء جعل قيادة عملية الإرشاد والعلاج النفسي في أيديهم، ويحاول المرشدون نفس الشيء، أي أن كلا من الفريقين يحاول سحب البساط من تحت أقدام الآخر، إلا أنه مع الوقت تتقارب وجهات

<<  <   >  >>