قد يكون العميل ضعيف العقل أو غبيا أو يعاني من اضطرابات في الجهاز العصبي، وهنا تكون إمكانات مساعدته وفرص استفادته من عملية الإرشاد النفسي محدودة.
عمر العميل:
في حالة الأطفال الصغار، لا بد من تعاون أهلهم وذويهم ومربيهم في عملية الإرشاد، وإذا لم يتوافر مثل هذا التعاون، فإن درجة نجاح عملية الإرشاد تصبح مشكوكا فيها.
وفي حالة المراهقين، قد يعتقدون أن المرشدين كراشدين -شأنهم شأن غيرهم من الراشدين- لا يفهمونهم وأنهم نوع من السلطة التي يرغبون التخلص منها والاستقلال عنها.
وفي حالة بعض المسنين الذين تراكمت المشكلات لديهم عبر السنين، والذين تأصلت ورسخت عاداتهم السلوكية وأصبحت تقاوم التغير، والذين يعتبرون أنهم في أواخر حياتهم آمالهم محدودة وما عاد من العمر قدر ما مضى، تكون عملية الإرشاد وما تتضمن من تعلم ومحو تعلم وتعديل وتغيير في السلوك صعبة نسبيا، مما يقلل من أثرها.
الدواء:
يختلط مفهوم وطبيعة عملية الإرشاد النفسي والعلاج النفسي مع العلاج الطبي، فكله عند العامة علاج، والمرشد عادة يكون حاصلا على درجة الدكتوراة، فهو دكتور، ولقب دكتور عند العامة ما زال يرتبط بالطب أكثر منه بالإرشاد والعلاج النفسي، ولذلك نجد الكثيرين من العملاء يتوقعون وصفة دواء، وإذا لم يكتبها المرشد، فإنهم يسألون "أليس هناك دواء؟ " وإذا حاول المرشد إقناعهم بأن الإرشاد النفسي يختلف عن العلاج الطبي، وأن المشكلات والاضطرابات النفسية التي جاءوا بها لا تحل ولا تعالج بالدواء، شعروا بخيبة أمل، واعتقدوا أن العملية عبارة عن كلام في كلام.
عيادة ومركز الإرشاد:
قد تكون ظروف عيادة أو مركز الإرشاد النفسي غير مناسبة، كأن تكون إدارتها غير سليمة، أو أثاثها غير مناسب، أو في مكان فيه ضجيج وصخب، أو ليس بها مكان أمين لحفظ سجلات العملاء بما يضمن سريتها الكاملة.
وقد يربط بعض العملاء بين عيادة أو مركز الإرشاد وبين "مستشفى الأمراض العقلية" أو "مستشفى المجانين" ويخشون أن يراهم بعض معارفهم وهم يترددون عليها، فيعرفون أنهم "مجانين" ومن ثم لا يحبون دخولها.