للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيديهم الشفاء من كل داء، وهكذا تزمن المشكلات والاضطرابات والأمراض إلى أن تستعصي على الإرشاد والعلاج، حتى على أيدي الأخصائيين.

الإرشاد والعلاج الذاتي:

قد يحاول بعض الأفراد القيام بإرشاد أو علاج أنفسهم بأنفسهم: فيقرءون كتبا بدون دراسة وهم غير مختصين، فيسيئون الفهم أو يضخمون شيئا بسيطا، وقد ينجح البعض جزئيا أو نسبيا، ولكن معظمهم يزيدون الطين بلة، وهنا نحذر هؤلاء من مثل هذه المحاولات ونوجههم إلى مزيد من المعرفة والمهارة في طريقة الإرشاد الذاتي١ "ويأتي تفصيل ذلك في الفصل السابع".

الأقارب والأصدقاء:

قد يلجأ بعض العملاء إلى عملية الإرشاد عند أقاربهم وأصدقائهم من المرشدين، ونحن نعرف أن المرشد أو المعالج لا يستطيع تناول مشكلات أقاربه وأصدقائه، كما لا يستطيع الجراح إجراء جراحة لأقاربه وأصدقائه، ونحن نعرف كذلك أن الأقارب والأصدقاء يأخذون كلام أقاربهم وأصدقائهم بطريقة ودية وبألفة ويخلطون بينه وبين الكلام الأسري والعادي. ويحتاج الأمر إلى الكلام عن أسرار شخصية جدا تتعلق بالأقارب أو بالمرشد نفسه كقريب أو صديق. وقد تتعدى العلاقة الإرشادية الحدود المهنية بحكم القرابة أو الصداقة. وهكذا يكون الإرشاد والعلاج مع الأقارب والأصدقاء بصفة عامة صعبا وأحيانا غير مجد أو غير ممكن أو ممنوعا٢.


١ ينطبق على هؤلاء المثل العامي: "ييجي يكحلها يعميها".
ويقول المثل العربي: "أعط القوس باريها"
ويقول المثل العامي: "أعط العيش لخبازه".
ويقول الشاعر:
يا باري القوس بريا لست محسنها ... لا تفسدنها وأعط القوس باريها
٢ يقول المثل: "زامر الحي لا يطرب".
ويقول الشاعر:
لا ذنب لي غير أني من ديارهم ... وزامر الحي لا تشجى مزامره
ويقول آخر:
والسيف مثل العصى إن كان مغتمدا ... وزامر الحي لا يحظى بإطراب
وأزهد الناس في علم وصاحبه ... أدنى الأحبة من أهل وأصحاب

<<  <   >  >>