- زيادة نسبة التسرب من المدارس.
- وجود الطلاب المتفوقين والمتخلفين وذوي الحاجات الخاصة والجانحين في المدارس العامة والخاصة.
وهكذا نجد أن الحاجة ملحة إلى خدمات الإرشاد في كل مجالات حتى لا تتحول المدارس -مع زيادة أعداد التلاميذ- إلى مجرد مصانع لإنتاج المتعلمين بالجملة كما لا كيفا.
التغيرات في العمل والمهنة:
لقد شهد العالم ثورة علمية وصناعية وتكنولوجيا انعكست آثارها في عالم العمل والمهنة والحياة الاجتماعية بصفة عامة، ومن أهم التغيرات في العمل والمهنة ما يلي:
- الميكنة التي غزت عالم العمل والمهنة حيث طردت الآلة العمال من المصانع وحلت محلهم بكفاءة أكثر مما أدى إلى إضرابهم احتجاجا، وإلى زيادة وقت فراغهم بما في ذلك من مشكلات. فالمصنع الذي كان يحتاج إلى آلاف العمال فيما مضى أصبح الآن يحتاج إلى بضعة عمال يعدون على أصابع اليد للإشراف على الأجهزة الآلية حيث تدخل المادة الخام من ناحية فتخرج المادة المنتجة آليا من الناحية الآخرى بسرعة ودقة وإتقان.
- تغير البناء الوظيفي والمهني في المجتمع، فالمهن التي كانت محدودة فيما مضى أصبحت الآن بالآلاف، وزاد التخصص الدقيق في العمل.
- ظهور مهن جديدة واختفاء مهن قديمة نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي ودخول عصر الفضاء، وعصر المعلوماتية.
ويخشى أن يأتي يوم يصبح فيه الإنسان بلا عمل، ولكن الإنسان لن يسمح بذلك، فالعيش في سعادة وتوافق يجب أن يسبق العيش لكسب لقمة العيش، وهذا يؤكد الحاجة إلى الإرشاد النفسي وخاصة الإرشاد المهني.
ويلاحظ انخفاض إنتاجية الإنسان العربي بصفة عامة مما يحتاج إلى العمل على رفع إنتاجيته، وهذا يؤكد الحاجة الملحة إلى التوجيه والإرشاد المهني. "حامد زهران، ١٩٨٤".
عصر القلق:
نحن نعيش في عصر يطلق عليه "عصر القلق" ونسمع عن مصطلح "أمراض الحضارة". إن المجتمع المعاصر مليء بالصراعات والمطامح ومشكلات المدنية. وعلى سبيل المثال كان الناس فيما مضى يركبون الدواب وهم راضون، والآن لديهم السيارات والطائرات ولكنهم غير راضين يتطلعون إلى الأسرع، حتى الصاروخ ومركب الفضاء.
إن الكثيرين في المجتمع الحديث يعانون من القلق والمشكلات التي تظهر الحاجة إلى خدمات الإرشاد العلاجي، في مجال الشخصية ومشكلاتها.