ويقوم أسلوب الإقناع المنطقي على أساس أن الإنسان ما بين عقلاني وغير عقلاني، وأن السلوك المضطرب يسببه في كثير من الأحيان خبرات مثيرة صادمة، تؤدي إلى تكوين معتقدات غير منطقية، وأفكار خاطئة وأحيانا أفكار خرافية "نجدها شائعة في الفولكلور النفسي كما عند الشباب حيث يكون لديهم أفكار خاطئة عن بعض أنماط السلوك الجنسي يتعلمونها من أقرانهم". وهذه الأفكار يقنع بها الفرد نفسه في شكل حوار مع النفس، ويعتنقها دون خلفية واعية فتؤدي إلى فهم خاطئ، نتيجة لنقص خبرة، أو قصر نظر أو جمود فكري.
ويسير أسلوب الإقناع المنطقي على النحو التالي:
- دراسة الخبرة وظروفها وملابساتها وذلك ضمن دراسة الحالة بصفة عامة.
- تعرف ودراسة المعتقدات والأفكار غير المنطقية والخاطئة والخرافية، وإلقاء الضوء على نظام المعتقدات Belief System الذي يتضمن الأفكار غير المعقولة لدى العميل، والتي تكونت نتيجة مروره بالخبرة أو الخبرات المثيرة أو الصادمة، وكانت نتيجتها الانفعالية اضطرابه سلوكيا. وتبع ذلك تغيير المعتقدات والأفكار غير المنطقية بالإقناع المنطقي، أي إقناع العميل بالمنطق بخطأ وعدم منطقية ولا معقولية أفكاره ومعتقداته باستخدام الحجج والبراهين والمنطقية، وكيف أنها تؤدي إلى اضطراب السلوك، وهكذا يتم استبصار العميل بعدم منطقية الأفكار والمعتقدات وعلاقة ذلك باضطرابه السلوكي، وهذا يساعد في تغييرها من أفكار ومعتقدات غير منطقية إلى أفكار ومعتقدات منطقية.
- بناء وتبني أفكار ومعتقدات جديدة منطقية ومعقولة وفلسفة جديدة للحياة أساسها السلوك السوي المتوافق مع الواقع، وهذا هو الأثر الحسن لهذا الأسلوب الذي يؤدي إلى الصحة النفسية، وتترك الحرية للعميل لتقبل وتطبيق ما يتبناه من أفكار ومعتقدات.
وهكذا نرى، كما يقول ألبيرت إليس Ellis؛ "١٩٧٣" أن أسلوب الإقناع العقلاني الانفعالي هو إرشاد معرفي سلوكي يؤدي إلى عقلنة العاطفة، ويلخص ذلك شكل "٧٩".