الهدف هنا هو الوعي بالذات، والاستبصار بالمشكلات، وفهم الفرد لذاته، وإدراكه السليم لها، وتقبله لذاته، وتحتاج ملاحظة الذات إلى دافع قوي ورغبة أكيدة في تغيير السلوك.
وتتضمن ملاحظة الذات، استكشاف الذات وجمع المعلومات المرتبطة بالمشكلة أو الاضطراب السلوكي الذي يرغب الفرد في تعديله، ويتم دراستها، وهذا عمل إيجابي، حيث يضع الفرد يده مباشرة على العوامل والظروف المطلوب ضبطها وتعديلها لتحقيق التغيير المنشود، وتنمي ملاحظة الذات وعي الفرد واستبصاره بحالته وتؤدي إلى تخطيط عاجل وآجل للتغيير المطلوب.
ويؤكد سنايدر وآخرون Snider et al؛ "١٩٨٤" أن تسجيل الذات على شريط فيديو وملاحظتها، يؤدي إلى تحسين الوعي بالذات.
وتتطلب ملاحظة الذات تسجيل ما تسفر عنه في كراسة ملاحظة، ويلاحظ أن تسجيل مرات حدوث السلوك المطلوب تغيير يكون عائقا لظهوره، ومثل هذا التغيير يعتبر تدعيما ذاتيا لتعديلات تالية، فالنجاح يؤدي إلى النجاح.
وقد وجد أن ملاحظة الذات وتسجيل السلوك، يؤديان إلى تعديل كثير من الاضطرابات، وذلك بدعم السلوك المرغوب ومحو السلوك غير المرغوب.
ملاحظة النماذج والتعلم بالقدوة:
في هذا الأسلوب، يلاحظ العميل ويشاهد نماذج للسلوك المرغوب، يقوم بها آخرون، ليقتدي بها ويحاكيها في سلوكه.
وتعد النماذج الصحية والفعالة من السلوك "مسجلة على شرائط فيديو" مثل المهارات الاجتماعية لتكون نماذج للتعلم الاجتماعي. ويؤكد جود مايرل Maierle؛ "١٩٨١" انتشار الإرشاد الذاتي بشرائط الفيديو المعدة مسبقا كدليل على فائدته، ويشير إلى حاجة المجتمع إلى هذا الأسلوب الإرشادي بدليل شيوع استخدام شرائط فيديو الإرشاد الذاتي، ووجدت كارولين ويبستر - ستراتون وآخرون Webster - Stratton et al. أن "الإرشاد بالنموذج" المسجل على شريط فيديو، يؤثر تأثيرا فعالا في إرشاد الأسر التي لديها أطفال سلوكهم مشكل، ويقلل من السلوك غير المرغوب، ويؤدي إلى زيادة السلوك الاجتماعي المرغوب.
هذا، ويمكن أن يلاحظ الفرد في بيئته الاجتماعية نماذج سلوكية يعتبرها ناجحة، ويستطيع أن يختار منها ما يتخذه قدوة، ويلاحظه ويحاكيه عمدا ويتعلمه.