للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مشكلات الزواج:

قد يحدث قبل الزواج أو أثناءه أو بعد إنهائه بعض المشكلات، وهناك مشكلات عامة تحدث في أي من هذه المراحل على السواء. ويعجب ريتشارد كليمر Klemer؛ "١٩٦٥" لما حدث للزيجات وما كثر فيها من مشكلات تدور حول محاور رئيسية من نقص التفاهم بين الزوجين وعدم القدرة على استمرار الحياة الزواجية وحدوث ما يؤدي إلى إنهائها.

وفيما يلي أهم مشكلات الزواج:

أولا: مشكلات قبل الزواج:

مشكلة اختيار الزوج: قد يحدث اختيار الزوج عن طريق الصدفة التي كثيرا ما تخطئ. وقد يحدث نتيجة للحب من أول نظرة، وقد يحدث كاستجابة لأول طارق نتيجة لتأخر الزواج وتكدس العذارى أو السيدات غير المتزوجات١. وقد يختار الأهل للفتاة زوجا لا ترضاه، وقد جاء في البخاري أن الخنساء بنت جذام جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله، إن أبي تعدى علي وزوجني بمن لا أرضاه، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: "فهل تجيزين ما صنع أبوك؟ "، قالت: ما لي رغبة فيما صنع أبي. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا لا نكاح له، فانكحي من شئت". وكان أبوها قد جاءه ابن عمها ففضله على الشاب الذي تحبه وهو لبابة بن المنذر. فقضى الرسول بطلاقها من ابن عمها الذي لا تحبه وزوجها أبا لبابة. "انظر أحمد شوقي الفنجري، ١٩٨٦".

العنوسة: أي تأخر الزواج بالنسبة للإناث وتأخيره بالنسبة للذكور. والعنوسة تهديد بحرمان مؤبد من الحياة الزوجية، وبالنسبة للإناث يكون تأخر الزواج أو العنوسة ليس بيد الفتاة التي تظل تنتظر ابن الحلال فلا يأتي ويفوتها قطار الزواج وتظل تعاني من قلق الانتظار والخوف من البوار والخوف من المستقبل، أما بالنسبة للذكور فقد تستدعي ظروف الفرد أو ظروف أسرية خاصة، مثل عدم زواج أخواته الأكبر منه أو بقية أخواته الأصغر منه وهو مسئول عنهن، قد يستدعي هذا تأخير الزواج حتى يصبح الوقت متأخرا أكثر من اللازم. ويرتبط بمشكلة العنوسة مشكلات فرعية مثل مشكلة تزويج الأخت أو الأخوات الأصغر قبل الأخت الأكبر "العانس أو المرشحة لتصبح عانسا"، وما يترتب على ذلك من مشكلات الغيرة وفقدان الثقة في النفس ... إلخ، وتشاهد مشكلة العنوسة بشكل أوضح في المجتمعات الغربية، وقد كانت إحدى أخطر المشكلات النفسية والاجتماعية بسبب الحربين العالميتين الأولى والثانية كما حدث مثلا في ألمانيا وإنجلترا "مايلين كانتر Kanter؛ ١٩٧٨".

الإحجام والإضراب عن الزواج: الإحجام والإعراض والامتناع عن الزواج -في رأي


١ يقول المثل العامي: "اسأل قبل ما تناسب بيان الردى والمناسب".
ويقول آخر: "خذ الأصيلة ولو كانت على الحصيرة".
ويقول آخر: "اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك".

<<  <   >  >>