للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدين- سلوك غير مرغوب فيه، ويعتبر سيئة لأنه يضر بالفرد ويضر المجتمع، ويعتبر بعدا عن طريق الفطرة المستقيم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النكاح سنتي فمن رغب من سنتي فليس مني". وقال صلى الله عليه وسلم: "شرار أمتي عزابها". وقد روي أنه كان هناك

رجل يسمى "عكاف" قد أعرض عن الزواج، وقد حضر مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم مرة فسأله الرسول عن إمكاناته وظروفه المالية والجسمية فأجاب بالإيجاب، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "تزوج وإلا فأنت من المذنبين". وتتعدد أسباب الإحجام والإضراب عن الزواج، فنجد منها وجود عيب أو عجز أو خبرة عاصفة أليمة نتيجة لفشل خطوبة أو زواج سريع سابق فاشل أو صدمة عاطفية، أو فقد ثقة معممة على الجنس الآخر كله، أو عدم القدرة على تحمل المسئولية، أو الانشغال والاستغراق في عمل أو فن، أو الاشتغال بمهن يخشى معها عدم نجاح أو استقرار الزواج كما في حالة البحارة والمضيفين والمضيفات، أو وجود أفكار خاطئة أو خرافية لا أساس لها من الصحة والصواب، أو للتخوف مما يرى من زيجات فاشلة، أو لاتخاذ صورة مثالية غير واقعية يعيش الفرد آملا في تحقيقها حتى يفوته القطار. وقد يكون السبب -بكل أسف- هو المغالاة في المهور وتكاليف الزواج من هدايا وحفلات ومشكلات السكن ... إلخ. ونحن نعرف أن الإحجام والإضراب عن الزواج يصاحبه عادة الشعور بالوحدة والانطواء، ويؤدي إلى السلوك المنحرف.

التفاوت بين الزوجين: قد يكون هناك تفاوت كبير أو عدم تكافؤ بين شخصيتي الزوجين. فقد يكون أحد الطرفين منطويا والآخر منبسطا، وقد يكون أحدها قوي البنية صحيح الجسم والآخر ضعيف البنية عليلا، وقد يكون أحدهما شهوانيا والآخر باردا، وقد يكون أحدهما كريما مسرفا والآخر بخيلا مقترا، وقد يكون هناك تفاوت كبير في العمر، كأن يكون أحد الطرفين في الشيخوخة والآخر في شرخ الشباب مثلا١. وقد يكون التفاوت في المستوى الاجتماعي الاقتصادي كأن يكون أحد الطرفين ثريا والآخر فقيرا، وقد يكون التفاوت في المستوى الثقافي كأن يكون أحد الطرفين عالما والآخر جاهلا، وقد يكون الاختلاف في الدين أو الجنسية، وفي هذه الحالات قد يعير أحد الطرفين الطرف الآخر أو يتعالى عليه ويشعر الآخر بالنقص، وقد يكون الهدف هو تحقيق منافع مادية فحسب على حساب الزواج، هذا وقد يكون هناك اختلافات طبية مثل اختلاف العامل الريزيسي Rh- factor في الدم، كأن يكون عند أحدهما موجبا وعند الآخر سالبا، فهنا لا ينصح بالزواج لأنه عندما يحدث حمل قد يرث الجنين فيه هذا العامل من أبيه وبذلك يكون مختلفا عن أمه من حيث هذا العامل مما يؤدي إلى تكوين أجسام مضادة وإلى اضطراب توزيع الأكسجين وعدم نضج خلايا الدم وتدمير كرات


١ من شعر إليا أبي ماضي:
لي بعل ظنه الناس أبي ... صدقوني إن غير أبي
يشتكي المرء لمن يرثى له ... رب شكوى خففت من نصب
وأنا ما زلت في شرخ الصبا ... فلماذا فرط الأهلون بي

<<  <   >  >>