للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن شيئا أخذه الطرف الآخر مهم وحرمهم من عطف سابق أو مال. وقد يصاحب هذا مشاعر الأسى والغيرة والخصومة والمكيدة أحيانا، وعادة ما يؤدي إلى ردود فعل سيئة، ويكون الزوج هو كبش الفداء، وقد يطالب بعض الأزواج شريك حياته بقطع علاقته مع أهله وأقاربه، وهذا أمر له آثاره السيئة، وعادة ما يبالغ الوالدان في تقدير قيمة ابنهما أو ابنتهما، وأن الطرف الآخر ليس جديرا به، ومن ثم يعكفان على نقده. وقد تنبع المشكلات من الخلط في الأدوار من ناحية الوالدين والزوجين، فالوالدان يخلطان بين دورهما كوالدين ودورهما كحموين، والزوجان يخلطان بين دورهما كزوجين ودورهما كأولاد. وقد يؤدي وجود الحماة مع الزوجة إلى مشكلات مثل: مقارنة دور الزوجة بدور الأم مع ما في ذلك من فروق بين الدورين، وبالإضافة إلى ذلك فلا يخفى أن زوجة الابن وزوج الابنة شخصية نشأت ونمت في إطار اجتماعي مختلف عن الآخر، وربما في ثقافة أخرى، وفي هذه الحالة تبدو غرابة الزوج، وغرابة سلوكه، وعلى العموم فكثيرا ما نسمع عن اشتراط عدم تدخل الحماة والأقارب وعدم معيشتهم مع الزوجين قبل الزواج نفسه تفاديا لاحتمال حدوث هذه المشكلات. وعلاوة على ما سبق، فقد تتدخل الحماة والأقارب في تربية الأطفال متوقعين تربيتهم على أساس نظام الماضي حين كان الزوجان نفسهما أطفالا "روبرت بيل Bell؛ ١٩٧٥".

تعدد الزوجات: أباح الله تعالى تعدد الزوجات لدواع وبشروط. قال تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} وقال تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} وتعدد الزوجات حين يحدث دون مبرر شرعي ودون مراعاة شروطه، فإن الرجل يصبح مراهقا مشتتا غير مستقر وغير عادل غالبا بين زوجات ضرائر١ متصارعات متسابقات يكدن بعضهم لبعض بسبب الغيرة الجامحة، فتزداد الحياة المنقسمة اضطرابا وتصبح حياة لا تطاق.

اضطراب العلاقات الزواجية: قد تكون العلاقات الزواجية مضطربة وغير متوافقة، كما يحدث في حالات عدم التكافؤ جنسيا، وكما يحدث في العلاقات الاجتماعية المضطربة كالليونة المفرطة أو القسوة الزائدة التي قد تصل إلى الهجران، وكما يحدث في العلاقات الانفعالية المضطربة كالغيرة الجامحة أو الطلاق الانفعالي.

المشكلات الجنسية: قد تكون العلاقات الجنسية بين الزوجين فيها ممارسات شاذة، أو قد تكون غير متكافئة كأن يكون لدى أحد الطرفين ضعف جنسي أو إفراط شبقي. وقد تحدث مشكلات جنسية خاصة في مرحلة سن القعود وسن الشيخوخة.


١ يقول المثل العامي: "الضرة مرة ولو كانت حلق جرة".

<<  <   >  >>