للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأعصاب وارتعاش الأطراف وبطء الأداء الحركي. ويحدث مع بدايتها من القعود "سن اليأس" ضعف الطاقة الجنسية عن ذي قبل. ويلاحظ بصفة عامة ضعف مقاومة الجسم للمرض، ومن الخصائص العقلية: نجد أن الذاكرة تقل حدتها وتضعف خاصة الذاكرة الحديثة "التذاكر المباشر"، ويضعف الانتباه وتتطلب عملية الإدراك وقتا أطول. ويلاحظ الجمود العقلي والتشبث بالرأي، ويلاحظ انحدار عملية التعلم وصعوبة تعلم الجديد، ومن الخصائص الاجتماعية التمركز حول الذات، وضيق الميول والاهتمامات، وازدياد الاتجاهات النفسية الاجتماعية رسوخا، ويسود الاتجاه المحافظ على القديم والمناهض الجديد، وزيادة تعصب الشيوخ لآراءهم ولماضيهم الذي يمثل بالنسبة لهم ذكرى القوة والشباب والمكانة الاجتماعية وحيوية الكفاح وإيجابية العمل. وتظل علاقة الشيوخ بأولادهم على النمط الذي كان سائدا بينهم وهم في مرحلة الرشد، سوية كانت أو مضطربة، ويقل التصادم مع الأولاد، إلا أنه قد يزداد مع أزواج الأولاد، وتزداد علاقة الشيخ بالحفدة حيث يهرعون إليه في الأزمات والمشكلات ويقضي الصغار منهم أوقات طويلة معهم، وهكذا يلقى جيل الأجداد وجيل الحفدة، وترتبط مرحلة الشيخوخة بالتقاعد وكثرة وقت الفراغ، ومن الخصائص الانفعالية: الحساسية النفسية وشدة التأثر الانفعالي.

وإرشاد الكبار هو عملية المساعدة في رعاية وتوجيه الشيوخ نفسيا ومهنيا واجتماعيا، وحل مشكلات مرحلة آخر العمر، العام منها والمتعلق بالشيخوخة، والخاص منها والمتعلق بالظروف الخاصة للشيخ المسن.

ويهدف إرشاد الكبار إلى المساعدة في جعل مرحلة الشيخوخة خير سني العمر، وذلك عن طريق مساعدة الشيوخ في تحقيق أفضل مستوى من التوافق والصحة النفسية.

الحاجة إلى إرشاد الكبار:

الشيوخ لا يحبون الشيخوخة: وخاصة السيدات اللائي لا يطقن حتى سيرتها أو ذكرها، والكل يدأب على محاولات الاحتفاظ بالشباب وحتى ذكراه، والكل يخاف الضعف والتدهور والنهاية، وبعض الشيوخ لا يعترفون بالشيخوخة ويبذلون محاولات عديدة ومتكررة لاستعادة الشباب مظهرا وسلوكا، فيصبغون الشعر ويتزوجون الصغار، وقد يؤدي هذا إلى مشكلات تحتاج إلى خدمات الإرشاد١.


١ يقول الشاعر:
ألا ليت الشباب يعود يوما ... فأخبره بما فعل المشيب
ويقول آخر:
وما ماضي الشباب بمسترد ... ولا يوم يمر بمستعاد

<<  <   >  >>