وهناك مطالب نمو في مرحلة الشيخوخة لا بد أن تتحقق، وأهمها التوافق بالنسبة للضعف الجسمي والتدهور الصحي والإحالة إلى التقاعد ونقص الدخل، والتغيرات الأسرية وموت الزوج والأصدقاء، ومنها أيضا ضرورة تحقيق ميول نشطه وتنويع الاهتمامات وتكوين علاقات اجتماعية جديدة، وهناك أيضا حاجات أساسية في هذه المرحلة لا بد أن تشبع وكل هذا يؤكد الحاجة إلى خدمات إرشاد الكبار.
وتوجد في مرحلة الشيخوخة أفكار واتجاهات جامدة، وترتبط بها مشكلات عامة ومشكلات خاصة تجعل الحاجة ملحة إلى إرشاد الكبار.
ويزداد عدد الشيوخ المسنين "فوق سن الستين" بزيادة التقدم الحضاري الرعاية الصحية العامة وقائيا وعلاجيا، وقد زاد متوسط عمر الإنسان كثيرا عبر العصور، فبعد أن كان حوالي ٢٠ سنة في العصر الحجري أصبح الآن حوالي ٧٠ سنة، ويأمل العلماء أن يصبح حوالي ١٠٠ سنة في المستقبل القريب "أمين رويحة، ١٩٧٢". ومعنى هذا الزيادة المطردة في أعداد الشيوخ كجيل قدم شبابه ورشده في خدمة المجتمع، وعلى المجتمع أن يرد الجميل، فييسر جميع الخدمات لجيل الشيوخ طبيا ونفسيا واجتماعيا.
مشكلات الشيخوخة:
تتخلل مرحلة الشيخوخة بعض المشكلات التي ترتبط بطبيعة المرحلة أو تطرأ على الشيخ، في الشيخوخة أيضا يتجمع تراكميا حصاد ما لم يحل من مشكلات الشباب والرشد وحتى الطفولة "إليزابيث هيرلوك Hurlock؛ ١٩٨٦".
المشكلات الصحية: تصاحب الشيخوخة بعض المشكلات المرتبطة بالضعف الجسمي العام وضعف الحواس وتصلب الشرايين والضعف الجنسي، وقد تمثل سن القعود مشكلة نفسية جسمية إذ قد يصاحبها ترهل وسمنة أو إمساك وإجهاد وذبول وعصابية وصداع واكتئاب نفسي وأرق.
المشكلات العقلية: ويأتي على رأسها ضعف الذاكرة والنسيان، وحتى كبار العلماء نجد الذاكرة تخونهم وينسون الكثير من الحقائق العلمية مما قد يضعهم في مواقف حرجة، وقد يصل الحال في اتجاه التدهور إلى الوصول إلى ذهان الشيخوخة أو خبل الشيخوخة أو خرف الشيخوخة حيث يبدي الشيخ صورة كاريكاتيرية لشخصيته السابقة، فيصبح أقل استجابة، متمركزا حول ذاته، يكرر حكاياته وخبراته السابقة مرات ومرات مع ضعف ذاكرته لأحداث الحاضر، وتقل اهتماماته وطاقته الحيوية، وتقل المبادأة وينقص الحماس، وتقل الشهية للطعام،