للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويزداد الانطواء والاكتئاب والتهيجية وسرعة الاستثارة والعناد والنكوص وإهمال النظافة والملبس والمظهر، وقد يشاهد الاستهتار الجنسي أحيانا.

المشكلات الاجتماعية: ومنها ضيق المجال الاجتماعي حتى ليكاد يقتصر على جماعة رفاق السن من أفراد الجيل من الشيوخ والذين يتناقصون يوما بعد يوم بالوفاة، وقد يصل الحال بالشيخ إلى حالة الانطواء والكسل الاجتماعي أو الركود الاجتماعي.

الوحدة: قد يعش الشيخ الذي لم يتزوج "العانس" أو الذي ليس له ذرية، أو الذي مات زوجه، أو الذي تفرق أولاده وأحفاده، وحيدا في عزلة قاسية وكأنه يعيش داخل زنزانة، ويخشى الموت دون أن يدري به أحد.

مشكلات العيش مع الأولاد: قد يضطر الشيخ إلى المعيشة مع الأولاد الذين يكونون قد تزوجوا وتشغلهم الحياة عن الوالدين، وهنا قد تبرز مشكلة الحماة والاحتكاك بأزواج الأولاد والأحفاد والخضوع والتبعية بعد السلطة والسيادة، وقد يصبح وضع الشيخ وضعا ضعيفا، وفي بعض الحالات قد يصبح الوضع -كما في حالة الجدات- مجرد مربية أطفال، وفي بعض الأحيان قد يصبح الأولاد من مراكز اجتماعية واقتصادية أعلى من الوالدين وقد يتعالون عليهم ويتنكرون لهم ويتهربون من اصطحابهم معهم في المناسبات الاجتماعية ... وهكذا.

مشكلة التقاعد: بعد العمل والمركز الاجتماعي والقوة والسلطان، وبعد أن كان الفرد ملء السمع والبصر، يؤدي التقاعد المفاجئ إلى لا عمل ولا مركز مع زيادة وقت الفراغ والجلوس على المقاهي التي تخصص بعضها بحكم نوعية الزبائن "مقاهي الشيوخ أو مقاهي المتقاعدين" ويطلق البعض عليها "قهوة العواطلية". كذلك يصاحب التقاعد نقص الدخل إلى نصف عادة، ويشعر الشيخ، بعدم القيمة أحيانا وأنه أصبح "أكال بطال". وهكذا، فإن مشكلة التقاعد ليست فقط التقاعد عن العمل، ولكنها مشكلة تقاعد جسمي نفسي، يصاحبها التوتر والقلق والخوف وحتى الانهيار العصبي، وهكذا يبدو التقاعد، وكأنه "تقاعد عن الحياة"، وبمعنى آخر يبدو التقاعد "إلى المعاش" عند البعض في واقعة تقاعد "إلى الممات" وعلى العموم فإن التقاعد يعتبر أكبر مشكلة خلقها الإنسان بنفسه لنفسه، وإذا أدى التقاعد إلى البطالة فإن هذه مشكلة أخرة، وخاصة إذا كان الشيخ ما زال قادرا على العمل، وإذا أراد الشيخ العمل بعد التقاعد فإنه يواجه بعض المشكلات، ففرص العمل المناسبة والمتاحة أقل، والمؤسسات تود أن تكون قيادة العميل في أيدي الشباب الراشدين، ويعتقد أصحاب العمل أن الشيوخ أقل إنتاجية، وأكثر عرضة للحوادث مما يرفع معدل المخاطرة والخسارة في العمل،

<<  <   >  >>