للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصح أن يأخذ أيامه وأيام غيره، وأنه ما عاد في العمر قدر ما مضى، ومن المشكلات الأخرى أيضا ظاهرة البخل والتقتير والحرص على جمع المال.

خدمات إرشاد الكبار:

يعتبر إرشاد الكبار واجبا إنسانيا وقوميا. ويجب أن تقدم خدمات إرشاد الكبار على أساس المنهج الوقائي والمنهج العلاجي معا، فيجب الإعداد الوقائي لمرحلة الشيخوخة قبل حلولها ويجب كذلك العمل على تقديم الخدمات الإرشادية العلاجية اللازمة في حينها. ويلاحظ أن بعض الشيوخ يتعاونون مع المرشدين في مساعدتهم وخاصة في حالات اليأس والاكتئاب الشديد، وهذا يتطلب من المرشدين صبرا أكثر ومثابرة مستمرة.

الرعاية الصحية: وتشمل رعاية الصحة الجسمية بالفحص الطبي الدوري والكشف عن المشكلات الصحية في بدايتها وعلاجها في الوقت المناسب، مع الاهتمام بالوقاية من الحوادث والتعرض للعدوى والمرض. ويجب علاج الأمراض الطبية المرتبطة بالضعف العام واضطرابات الهضم، وينصح بالإقلاع عن التدخين وخاصة في هذه المرحلة.

خدمات الإرشاد العلاجي: يقول الكثيرون إن الحياة تبدأ بعد الستين. والكتب كثيرة تدور حول "كيف يعيش مائة عام" حياة بطولها وعرضها ليس مجرد سنين١. ويجب تهيئة المناخ النفسي والاجتماعي الصحي المناسب للحياة في مرحلة الشيخوخة بما يتيح فرصة إشباع الحاجات والنشاط النفسي وتحقيق الأمن النفسي والشعور بالكرامة وعزة النفس. وتتضمن خدمات الإرشاد العلاجي مساعدة الشيوخ في التوافق النفسي والاجتماعي السليم مع التقاليد والعادات السائدة المتجددة والخاصة بالأجيال المختلفة حتى يحقق الشيخ التوافق الضروري للحياة السعيدة. ومن المهم جدا العمل على حل مشكلات الشيوخ أولا بأول.

خدمات الإرشاد المهني: معظم الشيوخ يريدون أن يعملوا ويستمروا في العمل ما لم يعقهم ضعف الصحة، لأنهم يحتاجون إلى مال وإلى شغل وقت الفراغ وإلى شعورهم بفائدتهم ومكانتهم مما يؤدي إلى سعادتهم. وحتى السيدات اللاتي لم يكن يعملن في مرحلة الرشد حين كن مشغولات بالأسرة وتربية الأولاد، يجدن في العمل أو العودة إلى العمل في


١ مما يؤثر عن ابن سينا أنه كان يدعو الله قائلا: "اللهم إني أسألك عمرا عريضا وإن لم يكن طويلا".
ويقول أبو فراس:
ما العمر ما طالت به الدهور ... العمر ما تم به السرور

<<  <   >  >>