الشيخوخة قضاء أجدى وأفضل لوقت فراغهن. ويمكن مساعدة الشيوخ في هذا الصدد بتقديم خدمات الإرشاد المهني المناسبة لوضعهم في مهن تناسب سنهم وحالتهم سواء مهن استشارية دائمة أو مهن لبعض الوقت أو حتى العمل الموسمي، وهكذا يجب العمل على أن يصبح التقاعد تقاعدا إلى مهنة جديدة أو عمل جديد يناسب الشيخوخة، وليس تقاعدا على العمل نهائيا.
خدمات الإرشاد الزواجي: وهذه تقدم في الشيخوخة في حالة بقاء الزوجين معا، أو في حالة الترمل، أو في حالة العنوسة والعزوبة، ويتضمن ذلك تصحيح الأفكار وتقييم السلوك وتحقيق التوافق الجنسي.
خدمات الإرشاد الأسري: وتقدم لتحقيق التوافق مع الظروف الجديدة، وإحداث التغيرات اللازمة في نظام حياة الشيخ، كما يحدث في حلات البقاء معظم الوقت في المنزل مع الزوج أو في حالات وفاة الزوج والعزوبة الإجبارية وتناقص حجم الأسرة ونقص الدخل والتغلب على مشكلات العلاقة مع الأولاد والحفدة بحيث تكون العلاقات ودية وطيبة بما يرضي كل الأطراف.
خدمات الإرشاد وقت الفراغ: وتعمل على تدريب الشيوخ على هوايات وأنشطة جديدة ملائمة لهم، تشغل أوقات فراغهم المتزايد، بما يعود عليهم بالفائدة جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا وبالمتعة والخير ويدخل إلى الشيوخ الرضا والسعادة.
الخدمات الاجتماعية: يجب أن يختلف سن التقاعد حسب المهن المختلفة، بحيث يصبح فارقا مرنا لا حادا جامدا، ويجب التمهيد للتقاعد عن طريق جعله تدريجيا يبدأ في منتصف العمر بين ٥٠-٦٠ سنة، بإنقاص ساعات العمل تدريجيا وزيادة الإجازات الأسبوعية والسنوية، وتحديد وقته على أساس العمر الوظيفي وليس العمر الزمني. فكثيرا ما نجد موظفا في الخمسين يستحق التقاعد لعجزه الوظيفي، بينما نجد شيخا في السبعين ما زال يتمتع بكفاءة عالية من الناحية الوظيفية. وخير للمجتمع أن يجد عملا جديدا للمتقاعدين -ولو بعض الوقت- كمستشارين مثلا. وقد رفعت بعض الدول سن الإحالة للتقاعد للاستفادة من خبرات الشيوخ والخبراء في الإدارة والتنظيم كل حسب طاقاته١. ويجب العمل على تحقيق التوافق الاجتماعي عن طريق تحسين العلاقات الاجتماعية وتوسيع دائرة الصداقات مع الاهتمام بتنمية الميول والهوايات الرياضية ولو رياضة المشي والتنزه مع الاهتمام بالمظهر والملبس. ويجب العمل على رعاية الشيوخ اجتماعيا واقتصاديا عن طريق تقديم خدمات الضمان الاجتماعي في
١ في مصر لا يخرج أساتذة الجامعة من الخدمة عند وصولهم سن القانونية "٦٠ عاما، بل يستمرون في الخدمة كأساتذة متفرغين إلى آخر العمر، ما داموا قادرين.