للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخبرة:

يمر الفرد في حياته بخبرات كثيرة. والخبرة هي شيء أو موقف يعيشه الفرد في زمان ومكان معين، ويتفاعل الفرد معها وينفعل بها، ويؤثر ويتأثر بها. والخبرة متغيرة ويحول الفرد خبراته إلى رموز يدركها ويقيمها في ضوء مفهوم الذات وفي ضوء المعايير الاجتماعية أو يتجاهلها "على أنها لا علاقة لها ببنية الذات" أو ينكرها أو يشوهها "إذا كانت غير متطابقة مع بنية الذات".

والخبرات التي تتفق وتتطابق مع مفهوم الذات ومع المعايير الاجتماعية تؤدي إلى الراحة والخلو من التوتر وإلى التوافق النفسي١. والخبرات التي لا تتفق مع الذات ومفهوم الذات والتي تتعرض مع المعايير الاجتماعية يدركها الفرد على أنها تهديد ويضفي عليها قيمة سالبة، وعندما يدرك الخبرة على هذا النحو تؤدي إلى تهديد وإحباط مركز الذات والتوتر والقلق وسوء التوافق النفسي وتنشيط وسائل الدفاع النفسي التي تعمل على تشويه المدركات والإدراك غير الدقيق للواقع.

الفرد:

والفرد قد يرمز أو يتجاهل أو ينكر خبراته المهددة فتصبح شعورية أو لا شعورية.

والفرد لديه دافع أساسي لتأكيد وتحقيق وتعزيز ذاته، ويتفاعل الفرد مع "واقعه" في إطار ميله لتحقيق ذاته، ولديه حاجة أساسية "رغم أنها متعلمة" للتقدير الموجب "ويشمل الحب والاحترام والتعاطف والقبول من جانب الآخرين". وهذا التقدير الموجب للذات متبادل مع الآخرين المهمين في حياته، وتحدد الفرد ودوافعه كما يدركها أو كما يخبرها جانبا من سلوكه.

السلوك:

والسلوك هو نشاط موجه نحو هدف من جانب الفرد لتحقيق وإشباع حاجاته كما يخبرها في المجال الظاهري كما يدركه.

ويتفق معظم السلوك مع مفهوم الذات، ومع المعايير الاجتماعية، وبعضه لا يتفق مع بنية الذات والمعايير الاجتماعية، وعندما يحدث تعارض هنا يحدث سوء التوافق النفسي.


١ من الشعر الغنائي: أنا حلوة، وعارفة أن أنا حلوة، والناس بيقولوا أن أنا حلوة.
ومن كلمات أحد الموشحات: يا ناعم يا حلاوتك، وأنت فاهم أنك ناعم.

<<  <   >  >>