ويمكن تغيير السلوك وتعديله "تبني السلوك أو إنكاره" ويصحبه الانفعال ويسهله. وقد يحدث السلوك نتيجة للخبرات أو الحاجات العضوية التي لم تأخذ صورة رمزية لكونها غير مقبولة ومثل هذا السلوك قد يكون مطابق مع بنية الذات ومفهوم الذات، وفي هذه الحالة قد يتصل الفرد منه، وهذا يؤدي إلى التوتر وسوء التوافق النفسي.
وأحسن فهم لسلوك الفرد يكون من وجهة نظر الفرد نفسه ومن داخل إطاره المرجعي، أي من داخل مجاله الإدراكي. ويعبر روجرز عن ثقته في التقارير الذاتية Self Reports عن السلوك بدرجة أكبر من المعلومات التي تنتجها الاختبارات والمقاييس من إطار مرجعي خارجي.
وأحسن طريقة لإحداث التغير في السلوك هي أولا إحداث التغير في مفهوم الذات. وهذا ما يحاول المرشد إحداثه في طريقة الإرشاد الممركز حول العميل Client -centred وبعبارة أخرى الممركز حول الذات Self- centred.
المجال الظاهري Phenomenal field:
يوجد الفرد في وسط مجال ظاهري أو مجال شعوري، ويسلك الفرد ككل في المجال الظاهري كما يدركه ويخبره والمجال الظاهري هو عالم الخبرة المتغير باستمرار، وهو كل الخبرات أو مجموعها، وهو عالم شخصي ذاتي يتضمن المدركات الشعورية للفرد في بيئته. ويتفاعل الفرد مع المجال الظاهري كما يخبره وكما يدركه. ويعتبر -على الأقل من جهة الفرد- "واقعا" وحقيقة. فمثلا قد يدرك مريض الفصام الهذائي أن كل من حوله يتقولون عليه. وهذا قد يكون صحيحا أو غير صحيح على الإطلاق، ولكن بالنسبة له يعتبر هذا واقعا وحقيقة تحدد استجابته وسلوكه.
ويرتبط المجال الظاهري بالذات الظاهرية Phenomenal Self أي الذات الشعورية كما يدركها الفرد "دونالد سنيج وآرثر كومبس Snygg & combs؛ ١٩٤٩". ويختلف المجال الظاهري عن المجال غير الظاهري Non- phenomenal Field أي المجال اللاشعوري الذي يتضمن الأجزاء اللاشعورية من الذات والخبرات "هليجارد Hilgard؛ ١٩٤٩".
تطورات نظرية الذات:
من أهم التطورات في نظرية الذات والإطار الذي قدمه فيليب فيرنون Vernon "١٩٦٤" فهو يقول إن هناك مستويات مختلفة