للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من يجوز «١» ما له ستين ألف ألف درهم، ما اكتسبه إلا من تجارة البحر، وهم الغالبون على مدن تلك السواحل وعلى البحر كله؛ ويرتفع من أرّجان دوشاب يكون بآسك، وآسك هذه التى كان بها وقعة الأزارقة، وكانوا أربعين رجلا، فقصدهم نحو ألفى رجل من أصحاب البصرة، فقتلوا الألفين عن آخرهم، ويفضّل هذا الدوشاب على ما يكون بالعراق وسائر المدن، إلا السيلان الذي يكون بالاحساء وهجر فانه يفوقه «٢» ؛ وبأرّجان زيت «٣» يحمل إلى الآفاق منه فيفضّل على غيره، وبكازرون «٤» تمر يفال له الجيلاندار، يتفرد به ذلك الموضع، ولا يكون بالعراق والحجاز وكرمان وسائر مواضع النمور، ويحمل منها إلى العراق «٥» على كثرة تمورها.

وبدارابجرد سمك بالخندق الذي يحيط بالبلد، لا شوك فيه ولا عظم ولا فقار، وهو من ألذ السموك، ويرتفع من دارابجرد مثل العمل الطبرىّ الذي يكون بطبرستان. ويرتفع من كازرون ثياب كتان تنقل إلى الآفاق؛ ويرتفع «٦» من قرية من دارابجرد المومياى الذي يحمل إلى السلطان، وهو غار فى جبل قد وكّل به من يحفظه، فيفتح فى كل سنة فى وقت معروف، وقد استجمع فى نقر حجر هناك ماء قد اجتمع المومياى فى أسفله، فإذا جمع يكون مثل الرمّانة، فيختم ويشهده ثقات السلطان من الحكام وأصحاب البرد والمعدّلين، ويرضخ للذى يحضره بالشيء اليسير، وهو المومياى الصحيح، وما عدا هذا «٧» المومياى الذي يحمل إلى السلطان فشىء مزوّر، يشبه المومياى وليس بالصحيح، وبقرب هذا الغار قرية تسمى آبين، فينسب هذا إليها ويسمى موم قرية آبين؛ وبناحية دارابجرد جبال من الملح الأبيض والأصفر والأخضر والأسود والأحمر، تنحت من هذه الجبال موائد وغير ذلك مما ينحتونه «٨» ويحمل إلى سائر المدن، والملح الذي فى سائر المدن إنما هو من باطن الأرض أو ماء يجمد، وهذا هو جبل ملح ظاهر «٩» ؛ وبدارابجرد دهن رازقى يقال إنه ليس فى مكان مثله يحمل إلى الآفاق «١٠» ؛ ويكون بأرض فارس عامة المعادن من الفضة والحديد والآنك والكبريت والنفط، وأشباه ذلك مما يستقل به أهلها مما يكون فى سائر الأقطار، إلا أن الفضة بها قليلة بناحية يزد بموضع يعرف بنائين، ولا أعرف بها معدن الذهب «١١» ، ومعدن الصفر بالسّردن يحمل منها إلى البصرة وإلى سائر النواحى، والحديد يرتفع من جبال اصطخر، وبقرية من كورة اصطخر تعرف بدارابجرد معدن الزئبق «١٢» ؛ ويعمل بفارس مداد أسود للدواة والصبغ يفضّل على