ثم إلى بحيرتها، ولا ينتفع بماء هذا الوادى بالختّل والترمذ إلى ناحية زمّ أحد، فتعمر به زمّ وآمل وفربر، ثم ينتهى إلى خوارزم فيعمر خوارزم، وعامة نفعه لأهل خوارزم، فأول كورة على جيحون مما وراء النهر الختّل:
والوخش، وهما كورتان غير أنهما مجموعتان فى عمل واحد، وهما ما بين نهر جرياب ووخشاب، فمن مدن الختّل:
هلبك ومنك وتمليات وفارغر وكاربنج «١» وأنديجاراغ ورستاق بنك؛ ومدن الوخش: هلاورد ولاوكند، ومقام السلطان بهلبك «٢» ، ومنك وهلاورد هما أكبر من هلبك، غير أنّ مقام السلطان بهلبك. والذي يتاخم الوخش والختّل ووخّان والسنديّة «٣» وكرّان، وهى دور كفر يقع منها المسك والرقيق. وبوخّان معادن من الفضة غزيرة، وفى أودية الختّل ذهب يجمع فى السيول من بلاد وخّان، وبين وخّان «٤» وتبّت قريب، وأرض الختّل ذات زروع كثيرة ومياه وثمار، وهى على غاية الخصب والسعة، وبها دواب ومواش كثيرة.
[واشجرد والقواذيان والتّرمذ والصّغانيان]
فإذا جزت الختّل والوخش إلى نواحى واشجرد والقواذيان والتّرمذ والصّغانيان وما فى أضعافها فإنها كور مفردة بالأعمال؛ وأما الترمذ فإنها مدينة على وادى جيحون لها قهندز «٥» ومدينة وربض، ويحيط بالربض أيضا سور، ودار الإمارة فى القهندز، والحبس خارج القهندز فى المدينة فى السوق «٦» ، والمسجد الجامع فى المدينة، والمصلى داخل السور «٧» فى الربض، وأسواقها فى مدينتها، وأبنيتها طين، ومعظم سككها وأسواقها مفروشة «٨» بالآجر، وهى عامرة آهلة؛ وفرضة تلك النواحى على جيحون؛ وأقرب الجبال إليها على نحو مرحلة؛ وماؤهم للشرب من جيحون ونهر يجرى من الصغانيان، وليس لضياعهم من جيحون شرب؛ وشرب ضياعهم من نهر الصغانيان، ولها من المدى صرمنجن وهاشم جرد؛ والقواذيان مدينة لها كورة، وهى «٩» أصغر من الترمذ، ولها من المدن نودز، والواشجرد نحو الترمذ فى «٩» الكبر، وشومان، أصغر منها، ويرتفع من واشجرد وشومان إلى قرب الصغانيان زعفران كثير، يحمل «١٠» إلى الآفاق ويرتفع من القواذيان الفوّة «١١» ، والصغانيان مدينة أكبر من ترمذ، إلا أن الترمذ أكثر أهلا ومالا، وللصغانيان قلعة. وأما أخسيسك فهى بحذاء زمّ، وزم فى أرض خراسان إلا أنهما مجموعتان فى العمل، والمنبر بالزمّ، وهى مدينة خصبة صغيرة، والغالب على أطرافها السوائم من الإبل