لا مالك له ولا مانع دونه، وكذلك فى جبالهما وجبال ما وراء النهر من الفستق المباح ما ليس فى بلد غيره «١» ، وبأشروسنة ورد يتصل إلى آخر الخريف.
ولما وراء النهر كور: أولها فيما يصاقب جيحون على معبر خراسان كورة بخارى، ويتصل بها سائر السغد المنسوب إلى سمرقند، وأشروسنة والشاش وفرغانة وكشّ ونسف والصّغانيان وأعمالها والختّل وما يمتد على نهر جيحون، من التّرمذ والقواذيان وأخسيسك وخوارزم، وأما فاراب وأسبيجاب إلى الطّراز وإيلاق فمجموع إلى الشاش، وأما خجندة فمضمومة إلى فرغانة، وجمعنا ما بين واشجرد والصغانيان إلى عمل الصغانيان، وجعلنا الختّل فيما وراء النهر، لأنها ما بين وخشاب وجرياب، وجعلنا خوارزم مما وراء النهر، لأن مدينتها وراء النهر، وهى إلى كور ما وراء النهر أقرب، فأما بخارى وكشّ ونسف فقد كان يجوز أن نجمعها كلها إلى السغد، ولكنّا فرّقناها ليكون أيسر فى التفضيل وأخف، وليس فى جمع هذه «٢» الأطراف بعضها إلى بعض ولا فى تفريقها كبير درك غير الإبانة، عما فى أعراضها من المدن والأنهار، وموضوعات المدن فى صفاتها، فلا فرق بين الجمع فى ذلك والتفريق، إلا لسهولة العبارة عنها فى التفصيل «٣» ، فنبدأ مما وراء النهر بجيحون فنذكره ونذكر ما عليه من الكور.
فأما جيحون «٤» فإنّ عموده نهر يعرف بجرياب «٥» ، يخرج من بلاد وخّان فى حدود بذخشان، فتجتمع «٦» إليه أنهار فى حدود الختّل والوخش فيصير منه هذا النهر العظيم، فمن هذه الأنهار نهر يلى جرياب يسمى بأخشوا، وهو نهر هلبك، ويليه نهر بربان، والثالث فارغر، والرابع نهر أنديجاراغ، والخامس نهر وخشاب وهو أعظم هذه الأنهار، فتجتمع هذه المياه قبل آرهن ثم يجتمع مع وخشاب قبل القواذيان، ثم يقع إليه بعد ذلك أنهار تخرج من البتمّ «٧» ، فمنها أنهار بالصغانيان وأنهار بالقواذيان فتجتمع كلها «٨» وتقع فى جيحون بقرب القواذيان؛ وأما وخشاب فيخرج من بلاد الترك حتى يظهر فى أرض الوخش، ويضيق «٩» فى جبل هناك حتى يعبر على قنطرة، ولا يعلم ماء فى كثرته يضيق مثل ضيقه «١٠» فى هذا الموضع، وهذه القنطرة الحدّ بين الوخش «١١» وبين واشجرد، ثم يجرى فى هذا الوادى فى حدود بلخ إلى الترمذ، ثم على كالف ثم إلى زمّ ثم إلى آمل حتى ينتهى إلى خوارزم